النكتة خطر!
هل يعقل ذلك¿ كيف للنكتة أن تكون خطراً¿ لكنها حقيقة. إن النكتة المتداولة إذا كانت تسيء إلى جهة معينة لا تستحق الإساءة كانت خطراً حقيقياً وليست مجرد شيء تافه يُتناقل بلا أهمية كما يعتقد الكثيرون.
تمر علينا الكثير من النكت التي تهزأ بشعوب وقبائل وأمم وأعراق وجنسيات معينة¡ فتربط الشعب الفلاني بالغفلة والأمة الفلانية بالدناءة وقبيلة كذا بالخسة وعِرق كذا بالغدر¡ وهي تعميمات مكذوبة طبعاً¡ لكن انتشار النكتة وطرافتها يسبغ عليها المصداقية بلا شعور للمتلقي.
كلما انتشر الشيء صار أقرب للحقيقة في عقل الكثير من الناس¡ ومن المبادئ المزعجة التي اكتشفها علم النفس: إن التكرار يوجد أثراً لدى العقل كما يذكر العالِم لينارد ملاديناو¡ فالذي تراه وتسمعه باستمرار يميل العقل لتصديقه وإن كان كذباً.
من قوالب النكت التي انتشرت في الغرب مثلاً نكت تربط المرأة الشقراء بالغباء¡ والإنجليز طالما تندروا على جيرانهم ووصفوا الأسكتلنديين بالبخل والإيرلنديين بالحماقة¡ وفي أميركا تتنشر نكت كثيرة عن البولنديين¡ قيل: إنها أتت مع المهاجرين الألمان¡ الذين أبغضوهم وشوهوا صورتهم لدى الأميركان بهذه الطريقة حتى استفحل الأمر وصارت النكتة البولندية جزءاً من ثقافة الكوميديا هناك¡ لدرجة أن وزارة الخارجية البولندية اشتكت رسمياً للحكومة الأميركية!
في أفلام الكارتون التي نشأنا عليها مثل توم وجيري هناك سخرية من الزنوج الأميركان بل من أي شخص أسود اللون عموماً¡ ورغم عبقرية الكوميديا في توم وجيري إلا أن تلك التحيزات العِرقية مما يرسّخ العنصرية في نفوس الصغار بلا قصد.
النكتة البريئة جميلة¡ والفكاهة مفيدة بل هي علاج ووقاية من عدة أمراض¡ لكن إذا مرت بك نكتة تسيء إلى أناس لا يستحقون الإساءة والتعميم فاحذر أن تنشرها وتكون حلقة في هذه السلسلة السامة.




http://www.alriyadh.com/1857195]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]