لا يقف العجز في تلبية الطلب على الإسكان عند حدود الجانب الكمي فقط¡ والذي عادة ما يشمل إجمالي الوحدات السكنية اللازمة لسد حاجة كل من الطلب التراكمي خلال السنوات الماضية¡ إضافة إلى ما يحتاجه النمو السكاني الحالي¡ وإنما يمتد أيضاً إلى الجانب النوعي الذي لا يقل أهمية عن نظيره الآخر. حيث نرى ملامح هذا العجز في عدد ليس بالقليل من المساكن القائمة في أحياء متفرقة بمدننا¡ التي ربما عبر مظهرها الخارجي¡ كما عناصرها الوظيفية الداخلية¡ ومواد البناء المستخدمة في إنشائها¡ عن عدم تحقيق حتى الحد الأدنى من المعايير التصميمية والتنفيذية في بناء تلك المساكن. بل إن هذا العجز ربما كان أكثر شدة حين ندرك أن بعض تلك المساكن لا يقع ضمن الدائرة التي تغطيها شبكة بعض المرافق والخدمات العامة الأساسية. والأسوأ من ذلك هو أن يكون بعض من تلك المساكن قد أقيم في مواقع غير صالحة للسكن حيث نجدها - على سبيل المثال - في بطون شعاب أو أودية.
ربما نتساءل عن مقدار ذلك العجز النوعي في رصيد ومخزون مدننا من الوحدات السكنية¡ وهل نسبة ذلك العجز تستدعي أن يكون مشمولاً ببعض سياسات الإسكان التي تعالج ظروف المناطق السكنية التي تحتوي على تلك الفئة من المساكن..¿ الإجابة على ذلك سنجدها في نتائج آخر المسوحات التي تجرى دورياً عن المساكن في المملكة¡ حيث تتضمن بياناتها ما يفيد بأن المنازل الشعبية تزيد نسبتها على (18 %) من إجمالي المساكن في المملكة¡ كما تشير إلى أن المساكن التي يزيد عمرها على الثلاثين عاماً - تشمل في الغالب معظم تلك المنازل الشعبية - تبلغ نسبتها أكثر من (17 %).
وللأسف أنه لا يوجد ما يفيد عن نسبة المساكن التي أقيمت في مواقع غير صالحة للسكن¡ لكن مواسم الأمطار هي من يكشف عن عوار تلك المواقع.
إن هذا العجز النوعي في تلبية الطلب على الإسكان¡ يقتضي ضرورة إصلاح جوانب الخلل الأساسية في هذا العجز¡ عبر اتباع إما سياسة إعادة تخطيط المناطق السكنية التي توجد بها تـلك المنازل الشعبية - بشرط أن تكون تلك المناطق صالحة للسكن - وتنظيمها على نحو يرفع من كفاءتها وقيمتها السوقية¡ مع حفز وتشجيع ملاكها على المشاركة في هذا التطوير من خلال اقتطاع جزء من حصصهم في ملكية الأراضي لتغطية تكاليف إعادة التخطيط والتنظيم¡ أو عبر سياسة نزع ملكية تلك المناطق¡ وبالذات غير الصالحة للسكن¡ واستثمار مواقعها في استخدامات تنموية أخرى مناسبة.




http://www.alriyadh.com/1859373]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]