يُعتبر تقدير الذات من الحاجات الإنسانية الرئيسية¡ حيث إننا لن نستطيع تحقيق النجاح دونه¡ فحين نمتلك إحساسًا راسخًا بتقدير الذات¡ نشعر بالقوة¡ والثقة في قدرتنا على التكيف مع تحديات الحياة¡ ونستطيع الحفاظ على مستوى أدائنا¡ كما نشعر بقدرتنا على السيطرة على حياتنا¡ وفي تلك الحالة يمكننا أن نضع معيارًا للنجاح لأننا نعرف أننا قادرون على تحقيقه¡ بينما عندما نعجز عن إشباع حاجتنا كبشر إلى تقدير الذات واحترام النفس¡ فإننا سرعان ما نستسلم¡ ونلقي باللوم على الآخرين¡ ونسعى إلى الخسارة¡ ونعجز في الغالب عن تحقيق أهدافنا.
مما يكشف عن ضعف تقدير الذات الشعور بالغرور والتعالي على الآخرين والتلاعب والزهو بالنفس¡ وبخاصة لدى الشخصيات المنبسطةº إذ تُعتبر تلك السلوكيات محاولات فاشلة للتعويض عن إحساس الشخص بضعف قيمته¡ ومن العلامات الأخرى التي تدل على ضعف تقدير الذات الميل إلى انتقاد النفس بكثرة والإحساس الدائم بعدم الرضا عن الأداء. أما بالنسبة لذوي الطبيعة المنطوية¡ فيظهر إحساسهم بضعف تقدير الذات من خلال رغبتهم المفرطة في إسعاد الآخرين والإعراض عن قول كلمة (لا) خوفًا من إثارة استيائهم.
السعي وراء المال للحياة لن يمنح قيمتها ومعناها¡ بل إن السعي إلى جعل الحياة ذات قيمة ومعنى هو ما يجلب الثروة¡ فالثروة تتجاوز أرصدة البنوك لأنك تكتسبها من خلال تجارب حياتك المميزة والممتعة ومن خلال ما قدمته فيها من خدمات وما حققته من إنجازات¡ تلك هي الثروة الحقيقية التي نسعى جميعًا في نهاية المطاف إلى تكوينها. وبالتالي¡ فكل ما لا يصل إلى هذا المستوى سيجعلنا نظمأ إلى تحقيق المزيد.
الأسعار ليست معيار الاختيار الوحيد¡ كما أنها ليست أهم معيار للاختيار. فغالبًا ما تتفوق الجودة على السعر في هذا الصدد. وقد أيدت الأبحاث تلك الفكرة. فقد أجرت وكالة بريطانية متخصصة في تحسين تجارب المستهلكين الشرائية استطلاع رأي أظهر أن زبونًا واحدًا من كل خمسة زبائن ينوي الشراء استنادًا إلى أقل الأسعار المتاحة¡ وقد أوضح المدير التنفيذي للوكالة أن الزبائن يقارنون بين السلع خلال التجربة الشرائية بأكملها¡ فلا يكتفون بالسعر وحسب بل ينظرون إلى التجربة بأسرها.
من أهم عوامل تهيئة سيكولوجية الثروة معرفة الإنسان أن لديه خيارات¡ فعندما نعرف أننا نستطيع اختيار أحد الحلول التي تتناسب مع أولوياتنا واحتياجاتنا وقيمنا¡ لن نستفيد على المستوى المادي فحسب¡ بل وعلى المستوى النفسي أيضًا¡ ولكن عندما نشعر بأن خياراتنا محدودة أو أن الآخرين يقررون نيابةً عنا ما يناسبنا¡ فسيتقلص تقديرنا لذاتنا وبالتالي ستضمحل قدرتنا على تحقيق الرخاء الحقيقي¡ ففي الواقع يعتبر عدم وجود خيارات سببًا رئيسًا في تعاستنا ومن ضمن مجموعات الخيارات الأكثر أهمية المتاحة لنا خيار اقتراض المال. واليوم¡ تناضل أنظمة اقتصادية كاملة للتعامل مع الديون والضغوط المادية الضخمة.
http://www.alriyadh.com/1867900]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]