أنا متأخر الآن على أمر ما.
أزعجني شيءٌ ما ولم أستطع أن أنام إلا قرابة 4 ساعات متقطعة¡ نوم غير مثالي كما يخبرنا العلماء الذين يوصون بما لا يقل عن 7 ساعات متصلة هادئة.
في مثل هذه اللحظات أفتقد طرق التوقيت القديمة¡ فأنا أرمق الساعة الآن وأحسبُ كم بقي من الوقت وكم بقي من الطريق وحسبات أخرى تعتمد على الدقائق¡ وأقارن هذا بالراحة النفسية التي لم يدركها الأولون لمّا كانوا يؤقِّتون بأحداث وأوقات مسترخية متراخية مثل شكل الظل أو الوقت الذي يستغرقه نحر ناقة¡ لو غبطتُ أهل الماضي على شيء لكان هذا!
إحدى مجلات السيارات صنعت سلسلة ممتعة اسمها World’s Greatest Drag Race موجودة على الإنترنت¡ فيجمعون بعض أسرع سيارات العالم ويجعلونها تتسابق¡ ولو رأيتَ السيارات عندما تصل لخط النهاية لكدتَ تقسم أنها وصلت في نفس اللحظة¡ وهذا مقارب للحقيقة¡ فتجد أن خمسا منها وصلت في نفس الثانية لكن بالترتيب¡ فالأولى وصلت بعد بدء السباق بــ14 ثانية¡ والتي تليها في 14.1 ثانية¡ والثالثة في 14.3¡ ثم 14.5¡ وأخيرا الخامسة في 14.8¡ وعلى هذه الأجزاء من الثانية تتنافس شركات السيارات الخارقة¡ وتصرف الملايين على البحث والتطوير والتجربة والدعاية¡ فقط لتكون أسرع من منافستها بجزء من الثانية!
هذه نتيجة حتمية لعصر السرعة وتقديس الوقت وتقسيمه ومراقبته وإحصائه والعمل تحت عينه الصارمة وجبروت سلطانه¡ والتي يشعر بها الكثيرون اليوم خاصة من تحصل لهم ظروف تجعلهم قلقين من موعد أو عمل أو مقابلة أو حدثٍ تأخروا عليه¡ فيشتعل القلق ويعيش المرء في أتون التوتر¡ والساعة تزيد الوقود تأججا.
ليت الماضي يعود¡ ولو على الأقل لاسترخاء ساعات يومه!
http://www.alriyadh.com/1869025]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]