إن كان هناك من عتب على المخترعين الكبار في العالم فهو أنهم لم يستطيعوا أن يخترعوا جهازا أو سيلكون صغيرا مهمته منع كل صوت نشاز من أن يصل إلى أذنك.. يعرف جميع الأصوات غير المرغوب فيها.. يدرك الأراء الوقحة يبرمجها مباشرة¡ وغير المرغوبة ليعمل "ديليت" لها.
لا نريد هذه الآلة الصغيرة أو التقنية المستحدثة أن تكون شاملة الحياة العامة¡ بل فقط للقنوات التلفزيونية وتحديدا للبرامج الحوارية سواء في السياسة والرياضة والمجتمع وغيرها.. نريدها أن تكون حاضرة معنا لتمنع عن مسامعنا أصوات أولئك النشاز الذين أصبحنا نجدهم بكثرة في تلك البرامج.. وتتساءل بعد أن يسيئوا لمسامعنا عمّن أحضر هؤلاء التافهين.. ولا نجد جوابا¡ فقط نتألم من هذا الواقع الرديء الذي يعيشه بعض الإعلام.
حاجتنا الملحة لمانع الأصوات النشاز بسبب الإحباط الذي ابتلينا به من بعض الفضائياتº لأنها تصنع من بعض المغمورين إعلاميين¡ كما هي تفعل مع بعض سقط المتاع لتجعل منهم مفكرين ومنظرين هم الأدرى والأفهم بحال السياسة¡ وما تؤول إليه منافسات كرة القدم وفرقها¡ وحتى ما يذهب إلى أحوال العرب والمسلمين¡ ولكي تكتشف ذلك ما عليك إلا أن تنتقل من محطة إلى أخرى¡ ولا بأس أن تمر على بعض القنوات العربية الكبرى.. ثم عرّج على قنوات الرياضة لتجد أنها متفوقة بتبنيها التافهين المتملقين¡ جعلت من الفكر الرياضي الأكثر حاجة إلى مانع الصوت.. رحمة ببعض الجماهير المضحوك عليها.
التسابق على الإزعاج والمناكفة سمة قائمة لدى القنوات الحوارية.. ولعل كيدنا لبعضنا كعرب.. وحتى اختلافنا في ميولنا الكروية المحلية.. هو من صنع ذلك الفكر لتكون القنوات محطة للفكر التافه الذي يريد أن يسيء فقط ولا يعنيه شيء أهم من ذلك.. ولعلي أكون دقيقا حينما أقول من واقع متابعة القنوات الإخبارية الحوارية الكبرى العالمية إن هناك حوارا وجدلا واختلافا.. لكن قلّ أن تجد الرأي التافه.. وليس هناك كذب مستشرٍ يتفاخر به صاحبه.. وإن حدث مثل ذلك يكون دور المذيع حاضرا لأن مهمته أن يعيد الأمور إلى نصابها.. ولا يسمح بالاختلاق والتجاوز.. أمّا كثير من مذيعينا فهم مشاركون حقيقيون بإفساد الذوق والسمع.. بل هم جزء من الأجندة والأصوات التي يجب حجبها!.
في واقعنا هناك إعياء لفظي أوجد حاجة إلى تنقية كل ما يدخل إلى الأذن أو ما تشاهده العين لأن ثمة فارغين "مجعجعين" يعتقدون أن الأمور لا بد أن تنساق لمنطق الصوت العالي والكذب.. وعليه فإن إثارتهم وبحثهم عن مشاهدين لهم أمر يرتبط بإزعاجهم¡ ولا بأس من بعض شتيمة وانتقاص.. ومطالبتنا بتفعيل التقنية جدير بأن يعمم الهدوء والارتكان إلى الحقائق¡ بل وسيخنق الصوت العالي الأجوف والعبارات القبيحة¡ وسيكون معينا لمسامعنا بالتخلص مِمّن يجهل أدب الحوار¡ أو خاصية الإقناع الصادق.
http://www.alriyadh.com/1870686]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]