مقاتل الـMMA الأميركي «كين فيلاسكيز» مكسيكي الأصل، ومثل الكثير من المكسيكيين في أميركا يتمسك بتراثه، فوشَمَ صدره بكلمة "بُنّيٌ بفخر" (يعتز بجلده الأسمر)، ومنها الأغنية التي اختارها وهو يمشي نحو الحلبة، تصف رحلة شاقة، فيها يهاجر المتكلم من المكسيك إلى أميركا، بشكل غير شرعي، فيقطع قناة «ريو غراند» سباحة ليصل إلى وجهته ويبحث عن قُوته، وهناك مكسيكيون فعلا فعلوا ذلك، فيقطع الجسم المائي الكبير سباحة.
هذه رحلة أتفهم أسبابها، فصاحبها يريد النجاة من الفقر، لكن ضحكت على ذاك الذي أوقفته الشرطة البحرينية بعد أن وصل إليها سباحة بشكل غير قانوني، محاولا السياحة بعد أن سئم من قيود كورونا!
أما أعجب سباحة خطرة فهي معركة عجيبة لو رأيتها لطار صوابك، فهل سمعت من قبل بفتح تُسْتَر؟
مهما كان ما أضعه هنا فلن يعطي هذه الواقعة الملحمية الرهيبة حقها، وأنصحك أن تكتب «فتح تستر» في محرك البحث وتقرأ عنها، شيء مذهل حصل في عهد عمر رضي الله عنه وقت حروب المسلمين مع الفرس، مدينة حصينة يسكنها عدو شديد البأس، اتجهت لها الجيوش الإسلامية بعد أن نقض الفرس عهدهم ثالث مرة، فحاصروها، واستمر الحصار سنة ونصف السنة أليمة، لأن الفرس كانوا يخرجون فجأة من الحصن ويغيرون على المسلمين ويناوشون ثم ينسحبون، وأثناء الحصار تنهمر السهام الفارسية على المسلمين، والهُرمزان من أبرع وأقوى القادة الفارسيين وهو الذي نقض العهد ويقود العدو المحاصَر، وبراعته وبأسه مما عسّر هذه المهمة، وبعد الحصار الطويل وصبْر الطرفين تراسل أحد الفرس وطلب الأمان له ولأهله مقابل أن يدل المسلمين على مدخل سري للحصن، ولكن لا يوصل إليه إلا عبر النهر، فخرجت فرقة من 300 شخص وسبحوا في نفق طويل مظلم ضيق!
باغتوا الحامية وفتحوا باب الحصن واندلعت إحدى أعنف المعارك في التاريخ الإسلامي بأكمله، شيء يطير العقول ويطيش الألباب من هوله وشراسته. هل تتخيل أن تسبح في نفقٍ أسفل الماء في ظلام الليل متجهاً إلى عدوٍ شديد البأس ولا تعلم إن كان معك أخطار أخرى في النهر تسبح بجانبك أو إن كان هذا الذي يقودك قد نوى أن يغدر؟
إذا كنت تسبح للمتعة والرياضة فاستمتع، واشعر بالعرفان أنك تسبح بأمان!




http://www.alriyadh.com/1871554]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]