عندما تقرأ قائمة الطعام لاحظ مثل هذه العبارات: "قطعة طرية من اللحم الطازج". "بطاطا مقلية مقرمشة من الخارج ولينة من الداخل". "أرز بتتبيلة هندية خاصة".
ألا تلاحظ تلك الأوصاف الإضافية؟ قد تقول: ولماذا لا يكتفون بالوصف المجرد مثل "قطعة لحم" أو "بطاطا مقلية" أو "أرز" فقط؟ طبعاً تلك الأوصاف الإضافية تُحسِّن مظهر قائمة الطعام وتجعلها أكثر تميزاً من غيرها، وربما تضيف المزيد من المعلومات، لكن من أهم أسبابها أنها تجعل الطعام أشهى لك، حتى لو لم تدرك ذلك.
هذه من الطرق التي رأى العلماء أنها تؤثر على قراراتنا بلا شعور. الدراسات أظهرت أن اللغة المنمّقة في قوائم الطعام مثل "البطاطا المهروسة المخملية" و"الخيار المقرمش" و"الشمندر المشوي ببطء على طبقة من الجرجير" تغري الناس أكثر مما لو لم توضع تلك الأوصاف، وليس هذا فقط بل هي تجعل الناس يصفون تلك الأطعمة أنها ألذ من نفس الطعام بدون تلك الأوصاف!
طريقة أخرى تتدخل فيها عوامل خفية: الشكل. الشكل يهم، كما أظهرت التجارب. الناس الذين أُعطوا وصفة طعام بخطٍ صعب القراءة قالوا إن الوصفة نفسها أصعب وأنهم قلّت رغبتهم في تجربتها. نفس الخط استُخدِمَ في شأنٍ آخر، هذه المرة برنامج رياضي يومي مقترح، وكانت النتيجة نفسها. يسمي أطباء النفس هذا تأثير البساطة، فإذا كانت هيئة المعلومات صعبة الفهم فإن هذا سيؤثر على نظرتنا لمحتوى المعلومات.
الناس يتخذون قرارات بناءً على عوامل لاوعيية وغير ذات علاقة، ومن أمثلة ذلك ما أظهرته هذه التجربة: عاين الناس أقمشة حريرية، كانت متشابهة تماماً إلا أن كلاً منها كانت له رائحة مختلفة وضعها الباحثون، وأكثر الناس قالوا إن إحدى قطع القماش تلك أفضل من غيرها، وليست مصادفة أنها هي التي رش عليها الباحثون عطراً شهيراً رائجاً! لكن الناس لم ينتبهوا للرائحة، بل قالوا إنهم فقط اتخذوا القرار بناءً على فحص نوع القماش وطريقة النسج وملمس القماش ووزنه إلخ. فقط 6 من 250 شخصاً لاحظوا أن القماش معطّر.
الكثير يجري في عقلك وأنت تشتري، ولا تدري شيئاً عن خفاياه تلك.




http://www.alriyadh.com/1892394]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]