تعرضت هيلي زوجة المغني الكندي جاستن بيبر لانتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اللقاء الذي تم بينهما، هي وزوجها، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته، يوم الاثنين الماضي. وسبب هذه الانتقادات يعود إلى اللباس الذي كانت ترتديه والذي هو عبارة عن فستان مكشوف وصندل صيفي.
وأنا أستغرب توجيه الانتقادات لهيلي وحدها. فزوجها جاستين هو الآخر كان يرتدي حذاء رياضياً باللونين الأزرق والأبيض وقميصاً أزراره العلوية مفتوحة تكشف عن أنواع السلال التي تحيط بعنقه. هذا في الوقت الذي كان المضيف الرئيس الفرنسي يرتدي لباساً رسمياً وزوجته في ملابس أقرب ما تكون إلى تلك التي يرتديها الناس في فصل الخريف.
وهذا يعود بنا إلى الحديث عن التناقض بين القديم والجديد. فمثل هذا المشهد الذي نشرته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على نطاق واسع لهيلي وجاستن، يصعب أن نرى مثله قبل 20 إلى 30 عاماً، وخاصة في فرنسا التي تعتبر عاصمة، ليس فقط للأزياء والعطور وإنما للاتيكيت والذوق الرفيع.
فالكثير من الطقوس التي نراها خلال اللقاءات الرسمية ومآدب الأكل في جميع أنحاء العالم مصدرها فرنسا. فهل تتخلى فرنسا عن عادتها وتقاليدها التي نشرتها في كافة أرجاء العالم تحت وطأة ما يصدر إليها؟
أعتقد أن الموضوع ليس بهذه السهولة. فالثقافة الأميركية لا بد أن تأخذ موقعها المناسب باعتبارها ثقافة أقوى وأكثر البلدان تطوراً في العالم. وفرنسا وغير فرنسا ليس بمقدورها أن تقف ضد هذا التوجه.
فثقافة الكاجوال Casual، سوف تطغى على الثقافة الرسمية كلما كان ذلك متاحاً. لأنه من غير الممكن، أن يحتل بلد الصدارة في مجال الاقتصاد والقوة العسكرية وفي العلوم والتكنلوجيا ولا يصاحب ذلك انتشار للعادات والتقاليد السائدة فيه. فهذا أمر مستحيل من الأساس. فبمقدار ما يصعب على العالم الاستغناء عما ينتجه الاقتصاد في الولايات المتحدة، ابتداء من الهامبرغر وانتهاء بطائرات البوينج، فإن ثقافة الكاجوال، هي الأخرى لا غنى عنها وسوف تنتشر مثلما انتشر بنطلون الجينز في السابق.
وفرنسا ليست هي الدولة الوحيدة التي تتأثر بذلك، وإنما كافة أنحاء العالم، ونحن من ضمنهم. ومن يذهب إلى بنوكنا، يرى كيف أن نصف شبابنا باللباس التقليدي والنصف الآخر بالقبعة.
وهذه الظاهرة، ليست جديدة. فدائماً ثقافة البلد الأقوى عبر التاريخ تكون هي السائدة والأكثر انتشاراً ورواجاً، مثلها مثل السلع التي ينتجها هذا البلد - فهذا مرتبط بذاك. فالبلد القوي اقتصادياً وعسكرياً يكون هو البلد الذي يعتبره الغير قدوة له. وهذا أمر طبيعي يجب التعامل معه والاعتياد عليه.
http://www.alriyadh.com/1892899]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]