يتفق خبراء وباحثون على أن التطرف والإرهاب والأفكار المتشددة في الغلُوّ؛ هي ثمرة فكر مرتبك ودوغمائي، وشخصية قلقة غير مستقرة. ومن يقرأ في سِيَر الإرهابيين وأصحاب الأفكار الضالّة يجد أنهم يمتعون بسيكولوجية معقّدة وقلقة وغير مستقرّة فكرياً وذهنياً ونفسيّاً.
من هنا فإنّ المُؤمّل في الخطوة العلمية المتطورة التي انتهجتها وزارة التعليم والمتضمنة إقرار تدريس الفلسفة ومناهج تنمية مهارات التفكير أن تخفف من غلواء هذه الأفكار المتطرفة إن لم تجتثّها نهائياً؛ ما يعني المساهمة في خلق جيل واعٍ ومُسيّج بالاعتدال والتسامح وقبول الآخر، وعدم ارتهانه للتأثيرات السلبية من أفكار تنتهج الغلوّ والإقصاء ونبذ الآخر.
إن قراءة في سلوك الجماعات المتطرفة ومؤيّدي العنف تفضي بنا إلى حقيقة ثابتة؛ وهي أنّ الفكر والعقل الهش الرخو الذي لم يأخذ حظّه من الوعي والمعرفة والثقافة وممارسة فضيلة التفكير سيكونان بيئة مثالية وخصبة لأي أفكار مدمّرة وذات طابع عنفي وإقصائي. من هنا فإن التركيز على غرس الفكر الناقد والمتسائل بات ضرورة لأي مجتمع؛ هذا إذا أردنا خلق بيئة إبداعية محفّزة تأخذ شبابنا إلى مناطق تفكير رحبة وتعزز لديهم ملكة التفكير والمساءلة للمعلومة وعدم قبولها على علاتها؛ وهو ما يحدث لدى الشباب الفاقدين تلك الملكات العقلية القادرة على تحصين جميع أفراد المجتمع من التشدد والتطرف والسلوك العنفي. ولعل ما يواجهه عالمنا اليوم من حروب فكرية وإرهاب وتمجيد للاقتتال يجعل التعليم هو الدرع الآمنة للمجتمع ومقدراته من شرور الأفكار الضالة والإرهابيين الذين يحاولون نشر أفكارهم المنحرفة الداعية للعنف ولغة الدم؛ الأمر الذي يجعل من هذه الخطوة تدريس "التفكير الناقد" خطوة مهمة وعظيمة في طريق إشاعة التسامح، وتفتح آفاقاً رحبة للفكر المبدع الخلاق الذي يخدم المجتمع ويصون مقدراته.




http://www.alriyadh.com/1893190]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]