أحدثت جائحة كورونا المستجد العديد من الآثار المدمرة في الجانب الصحي من ارتفاع في أعداد الوفيات حول العالم في مقابل عدم وجود لقاح يساهم في إنقاذ البشرية. بالإضافة إلى آثارها على الجانب الاقتصادي فمنذ تفشي الوباء فقد العديد من الأفراد حول العالم وظائفهم وتوقفت الحركة التجارية.
لقد شكلت جائحة كورونا لدى عدد من الباحثات الاجتماعيات رغبة علمية ملحة للعمل على دراستها من الجانب الاجتماعي وتحليل آثارها وتبعاتها على المستوى المحلي من جوانب عدة.
حيث تناول المحور الأول السياسات والخطوات التي انتهجتها المملكة العربية السعودية في التعامل مع جائحة كوفيد-19 وفق البروتوكولات العالمية الوبائية وبناء على القراءات المدروسة وقد تمكنت المملكة من فرض قوانينها منذ بداية الأزمة والسيطرة على الفيروس الذي حصد أرواح الآلاف البشر فالأرقام تشير إلى تضخم أعداد الوفيات حول العالم مقارنة بالمملكة مما جعلها تحظى بإشادة عالمية ونظرا لأن المملكة العربية السعودية تضع مصلحة وصحة الإنسان في المقام الأول احتوى المحور على سياسة المملكة العربية السعودية في التعامل مع جائحة كورونا بسرد تدريجي للأحداث وبتحليل سوسيولوجي مدعمة بالعديد من النظريات والدراسات، أيضاً تناول المحور سياسة الوزارات المتبعة في أزمة كورونا وموسم الحج الاستثنائي فكانت صور التنظيم وحركة تفويج الحجيج والاهتمام بكل التفاصيل ستبقى طويلاً في ذاكرة المسلمين، ولن ينسى العالم أن السعودية لم تدخر جهداً في سبيل إقامة شعيرة الحج وعدم تعطيلها على الرغم من ظروف أزمة فيروس كورونا وتحدياته.
المحور الثاني تناول تاريخ ظهور أول حالة كورونا في المجتمع السعودي كانت إيذاناً بدخول المجتمع مرحلة تاريخية وحقبة زمنية لم يعشها من قبل وبداية لتراكم معرفي وتشكيل خبرات ستظل عالقة في الضمير الجمعي للمجتمع ومكون أساسي لتاريخه، حيث سيشهد المجتمع تغيرات جذرية في نمط روتين الحياة اليومية، وتتبدل ملامح الحياة والمعيشة، وتنتهي التجربة السعودية لأزمة كورونا بخلق معانٍ وقيم وأفكار وأنماط ثقافية مختلفة تماماً عما كانت قبل الأزمة، ويتناول المحور الثاني (المفاهيم التي أفرزتها أزمة كورونا في المجتمع السعودي) وكيف كان روتين الحياة السعودية في الأزمة (ومراحل تفاعل المجتمع مع المفاهيم الجديدة التي استحدثتها أزمة كورونا) وتعمق المحور في المجتمع بتحليل تفاعلات الحياة اليومية وكيف عاش السعوديون يومياتهم في الحجر المنزلي، وتناول العديد من القصص التي أظهرت ما يتمتعون به من حس فكاهي وقد ظهر جلياً الدور السوسيولوجي، الذي تلعبه النكت والتعليقات الساخرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكيف كانت صورة من صور التعايش المجتمعي مع الأزمة، كما تناول المحور بالتحليل الثقافات المستجدة التي سادت في المجتمع والتي أعادت هيكلة العادات الاجتماعية وصياغة السلوك الاجتماعي بطريقة تتناسب مع معطيات المرحلة، وقام بعرض نماذج تحليلية عميقة لسيناريوهات اجتماعية تشكلت من خلالها الابتكارية في التكيف والتعايش مع ظروف هذا الوباء المستجد.
الكتاب في مجمله يعتبر إضافة علمية قيمة للمكتبة العربية والعالمية وتوثيق مهم لمرحلة حساسة في تاريخ البشرية، وجهد عظيم يشكرون عليه الباحثات؛ سعاد الغامدي وعبير المالكي وعايشة الشيخي ونورة الودعاني ونجود الزهراني، وحري بالجهات العلمية والرسمية الاستفادة منه وتكريم الباحثات على هذا المنتج القيّم، وحتماً سنتناول في مقالات قادمة بقية التعريف بالكتاب ومناقشة الأفكار الواردة فيه.




http://www.alriyadh.com/1893639]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]