انعقدت في بغداد يوم الأحد الماضي قمة لقادة البلدان الثلاثة: مصر والعراق والأردن. وهذه هي القمة الرابعة لقادة البلدان. فقد سبق وأن عقد رؤساء مصر والعراق والأردن 3 قمم أخرى فيما بينهم: الأولى كانت في القاهرة في مارس عام 2019، تبعتها قمة نيويورك في سبتمبر على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي يعتبرها البعض استكمالا لقمة القاهرة، والقمة قبل الأخيرة التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان في أغسطس 2020.
ولكن قمة بغداد تختلف عن بقية القمم التي سبقتها. فهذه القمة قد دشنت أول زيارة لرئيس مصري لبغداد منذ 31 عاماً. فآخر مرة زار فيها حسني مبارك العراق كانت عام 1990 قبل الغزو العراقي للكويت، هذا الغزو الذي أدى إلى قطع العلاقة العراقية المصرية، شأنه شأن بقية الدول العربية. الأمر الآخر، هو أن قمة بغداد تعكس في نفسها جوهر هذا التحالف أكثر من أي قمة آخر.
فهذا التحالف الثلاثي، مهما كان الحديث عن الاقتصاد، هو تحالف سياسي بالدرجة الأولى لموازنة النفوذ الإيراني في العراق. ولذا فإن اجتماع بغداد يضع النقاط على الحروف أكثر من بقية الاجتماعات السابقة له - على الأقل من حيث الرمزية.
ورغم ذلك، لا يمكن تجاهل الفوائد الاقتصادية التي سوف تعود على المشاركين في هذا التجمع وإن بنسب متفاوتة- طبعاً إذا عاش هذا التجمع واستمر فترة طويلة. فقمة بغداد تمثل تكتل لبلدان يبلغ عدد سكانها 147 مليون نسمة. وهذه قوة عمل لا يستهان بها من ناحية، وسوق استهلاكية ضخمة من ناحية أخرى. ولذلك، فإن تعاون هذه البلدان وتكاملها، إذا تحقق، من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الديون التي عليها وهي كثيرة جداً، وبالتالي تسارع معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي لهذه البلدان، الذي يصل الآن إلى حوالي 517 مليار دولار.
وربما يكون الأردن، على المدى القصير والمتوسط، هو أكبر المستفيدين اقتصادياً من هذا التجمع. فعبر أراضيه سوف يتم تمديد خطوط أنابيب النفط العراقية إلى العقبة كما سوف تمر خطوط الطاقة المصرية التي لدى مصر فائض منها. وهذا سوف يؤدي إلى تنشيط حركة الذهاب والعودة من العراق إلى مصر وبالعكس عبر هذا البلد.
أما مصر فسوف تكون أكبر المستفيدين من هذا التجمع على المدى البعيد. فهذه السوق الضخمة، إذا نشأت، سوف تعطي مصر فرص وإمكانيات إضافية، تسرع من عملية تحولها إلى نمر اقتصادي. من جانبه سوف يعطي هذا التجمع السياسي- الاقتصادي العراق الفرصة لاستعادة توازنه الذي فقده منذ الغزو الأميركي له، والحصول على الموارد البشرية التي يحتاجها لإعادة الإعمار وبناء الاقتصاد.




http://www.alriyadh.com/1894197]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]