كم هو جميل ورائع وباعث على الفرح والتفاول وحب الحياة أي عرس ثقافي وفني يحدث في بلدي. ومهرجان أفلام السعودية هو أحدها ومن أهمها لأن إقامته فيها الكثير من الاحتفاء والرعاية والتشجيع والانتصار لفن من أهم إن لم يكن أهم فن يشد الناس ويؤثر فيهم ويشكل ذائقتهم على مستوى الفكر والجمال معا. أهمية مهرجانات السينما أنها تعرف الناس على الأفلام التي لا يعرفونها، أو التي فاتهم مشاهدتها، أو حتى التي تعزف دور السينما عن عرضها لعدم جماهيريتها، مهرجان الأفلام يخلق هذا الجو من التفاعل بين الجمهور والقائمين على صناعة السينما، تواجد الاثنين معاً في مكان واحد يجعل المتفرج أكثر استثارة للمشاهدة وتجعل الصانع أقرب لمشاهدة رد فعل الجمهور وفهم وجهة نظره. هذه الدائرة المعروفة في علم الإدارة من العمل، التطبيق، تلقي الملاحظات، التصحيح، إعادة التطبيق هي ما يمكن لصانع الفيلم أن يحققه من خلال المهرجان لو أراد. مهرجانات السينما تساعد القائمين على صناعتها في التعرف على بعضهم البعض. وفي سينما جديدة يصبح هذا الأمر أكثر إلحاحاً، يتعرف مخرج مثلاً على كاتب سيناريو يرى فيه الشخص الذي يفهمه وسيحقق أفكاره، أو مصور رأى في تصويره الزاوية والناحية الفنية التي كان يحلم بها لتنفيذ أفلامه، وأشياء كثيرة من هذا القبيل، ممثل حين رآه في المهرجان وتحدث إليه أدرك أنه الشخص الملائم تماماً لفيلمه القادم. وهكذا. مهرجانات السينما لها مهمة أساسية وحاسمة في تسويق الأفلام، حيث تتم الصفقات بين منتجيها والراغبين في شرائها لعرضها في منصاتهم، هذا بالنسبة للأفلام المعروضة في المهرجان. لكنها أيضاً مهمة للصفقات التي يتم الاتفاق عليها لتنفيذها بعد المهرجان. كل ذلك يتم لأن هناك هذا اللقاء الحميمي والقريب بين ممولين وفنانين، بين حالمين وقادرين على تحقيق الحلم. وهي مسألة غاية في الأهمية وهي المحك الحقيقي لقيام صناعة سينما بشكل صلب. أقصد وجود التمويل الداعم والمؤمن بهذا الفن. الجوائز في المهرجانات مهمة لأنها تخلق جو التنافس بين الفنانين، تجعل الرغبة في تقديم الأفضل دافعاً قوياً للاستمرار وهي أيضاً تصنع جواً من المرح والترقب وهي بالنسبة للجمهور نوع من الجذب والتسلية وفي النهاية لها هذا التأثير الدعائي القوي على الجميع. بالإضافة لكل ما سبق هناك أيضاً الناحية التعليمية التي أدرجها مهرجان أفلام السعودية من ضمن فعالياته من خلال ورشات التدريب المتخصصة ومعامل التطوير للسيناريوهات غير المكتملة. وهي مسألة مفرحة وتدل على أن القائمين على المهرجان يملكون هذه النظرة العميقة لما تحتاجه صناعة الأفلام السعودية التي تعتبر حديثة وبحاجة إلى هذا النوع من ورشات التدريب. هناك الكثير لنتحدث عنه لو أردنا الاستفاضة في معنى أن يكون لدينا مهرجان للأفلام السعودية. أن يكون في دورته السابعة كان سببه وجود مثقف واع وذو نظرة مستقبلية هو أحمد الملا. أهنئه وأهنئ كل فنان يعمل في هذا المجال على هذا العرس. وأتمنى الأفضل والأفضل دائما لهذا الفن الساحر في بلدي.
http://www.alriyadh.com/1895197]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]