العنف الذي أعقب نهائي بطولة أوروبا لم يحدث في دول يطلق عليها (العالم الثالث)؛ مباراة للمتعة لا بد فيها من فوز أحد الفريقين تنتهي بردود أفعال تكشف كذبة الروح الرياضية، وتفتح كتاب التصنيف لمراجعة معنى الدول المتقدمة أو دول العالم الأول، ومعنى دول العالم الثالث.
حسناً، تلك أحداث عنف فردية لا تمثل المجتمع ويتم التعامل معها بالقانون ولا يحكم بها على تصنيف الدولة أو أخلاقها. هكذا يقولون أو يبررون. إذا كان هذا التبرير مقبولاً فلماذا لا يقبل التبرير نفسه فيما لو حدث هذا العنف في الدول التي يقال إنها دول العالم الثالث؟! هل الأخلاق واحترام النظام من ضمن معايير تصنيف الدول؟ لماذا تتكرر أحداث العنف المرتبطة بكرة القدم في أوروبا؟ أين الوعي والنظام والقانون والروح الرياضية؟ أين الإدارة التي تتكرر أمامها مشاهد العنف ولم تتوصل حتى الآن إلى حل لهذه المشكلة؟
من باب الموضوعية نقول: إن التعصب الرياضي خاصة بين جمهور كرة القدم موجود في دول كثيرة، تحول هذا التعصب إلى عنف يحدث في دول أوروبية وغير أوروبية، ولا تزال المشكلة تنتظر الحلول، خاصة أن العنف اللفظي موجود في الملعب وبين بعض الإعلاميين، وله تأثيرات سلبية على الأجيال الناشئة.
الحل الذي يأتي بعد حوادث العنف حل بوليسي، ينتهي بالقبض على بعض المخالفين، ويطبق عليهم القانون. هذا حل وقتي لوقف العنف لكنه غير كافٍ على المدى الطويل.
في ساحة الملعب متعة وروح رياضية، الجماهير المشحونة لا تقبل الخسارة، هل يوجد اختبار يكشف المشجع المتعصب، أو يحدد من تتوفر فيه الروح الرياضية؟ لو تحقق هذا الاختراع ستكون الروح الرياضية بطاقة الدخول إلى الملعب لحضور المباريات. إن هذا الاختبار لو تحقق سيكون حدثاً عالمياً وسيكون مناسباً لاختبار الجماهير واختبار الإعلاميين في كل الدول. تخيل وجود جهاز يكشف وجود روح رياضية أو وجود تعصب! جهاز ربما يدمج مع جهاز كشف الكذب. كم من مشجع سينكشف، وكم من إعلامي رياضي سيرسب!
أحد الحلول على المدى البعيد إجراء دراسات تجيب على الأسئلة التالية: متى يبدأ التعصب الرياضي؟ من أين يبدأ؟ كيف يتطور؟ لماذا التعبير عن التشجيع بالعنف؟ لماذا لا يوجد العنف بين جماهير الألعاب الأولمبية؟
أيها الجمهور المتعصب العنيف في كل مكان، شاهدوا الألعاب الأولمبية وتعلموا معنى الروح الرياضية.




http://www.alriyadh.com/1897362]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]