قدَّم الهلال أمام الأهلي واحدة من أسوأ مبارياته إن لم تكن الأسوأ، وأكاد أجزم بأنه لو قابل فريقًا آخر غير الأهلي بهذا المستوى وهذا الأداء لمني هلال جارديم بخسارته الأولى هذا الموسم؛ لكن من حسن حظ الهلال أنه الأهلي، الذي راح عشاقه يحتفلون بالتعادل مع كبير آسيا، رغم أنَّ الأهلي لن يجد فرصة أفضل من هذه لتحقيق انتصار معنوي وتاريخي على الزعيم، الذي أنهكته الإصابات وأثرت المشاركة الآسيوية على تركيز لاعبيه وجهازه الفني وجاهزيته البدنية والذهنية.
في عرف الدوري وبحسبة النقاط لا يزال وضع الهلال جيدًا، فهو متأخر عن المتصدر الاتحاد بأربع نقاط، وبأفضلية مواجهتين مؤجلتين، والدوري لا يزال طويلًا، والتعويض ممكنًا، وذاكرة الهلاليين لا تزال تحتفظ بسيناريو تحقيق لقب دوري أبطال آسيا 2019، وكيف كان وضع وأداء الفريق في الدوري السعودي قبل النهائي الآسيوي؟ وكيف خسر من النصر وتعادل مع الفتح؟ ويذكرون جيدًا أن التفكير في النهائي وتداعياته أمر حتمي لا يمكن تجاهله مهما كانت تصريحات اللاعبين والجهاز الفني والإداري، وله ضريبة إلزامية مستحقة الدفع، وما أجملها من ضريبة وأخفها على القلب الأزرق!
هذا لا يعني أن يخرج المشجع الهلالي بعد المباراة راضيًا قانعًا، بل من حقه أن يبدي قلقه وسخطه على كثير من أحداث المباراة، ولتكن البداية من تصرف الكولومبي الأرعن كويلار، الذي أرى بل وأجزم أنه نقطة التغير في المباراة ضد الهلال ولصالح الأهلي، وزاد جارديم الطين بلة بتأخير إخراجه، فأكمل المباراة بهاجس التعرض للطرد، ما جعل أداءه الرتيب يتحول إلى أداء رتيب وجبان أسهم في إضعاف منتصف الهلال وساتره الدفاعي في ظل تقديم سلمان الفرج لواحدة من أسوأ مبارياته، ما زاد من هشاشة الدفاع الذي يعاني أصلًا من غياب جيانغ وعدم تفاهم جحفلي والبليهي وسوء التنظيم الذي كان عليه، وربما كان في الأمر خيرة وإنذارًا للسيد جارديم ليبحث بجدية أكبر عن علاج لغياب البليهي في النهائي الآسيوي بعد أن ظهر جحفلي بـ(لوك) فني لا يقل غرابة عن الـ(لوك) الذي يظهر به مؤخرًا.
يبقى على الهلاليين أن يحافظوا على رباطة جأشهم، ويوازنوا بين الرغبة في كسب كل مباراة وبطولة ونقطة تعترض طريقهم، وبين ضرورة التماسك والاتزان في الفترة التي تسبق 23 نوفمبر، وألا يتوقعوا الكثير حتى في المباراة المقبلة أمام ضمك، على أمل أن تؤتي فترة التوقف القادمة ثمارها كما حدث في فترة التوقف السابقة التي عاد بعدها الهلال ليكتسح بيروزي بالثلاثة، ويلحق به غريمه الجغرافي النصر، ويصل للنهائي القاري الثالث عشر!.
قصف
الخطة كالتالي: لا تطلب حكمًا أجنبيًا في أرضك أمام الهلال حتى يمكن أن تشوه فوزه أو حتى تعادله بمساعدة آلة إعلامية كذوبة تتجاهل أخطاء الحكم والفار التي تضرر منها الهلال وتسلط الضوء على أخطائهما التي تضرر منها الخصم إن وجدت، أو حتى تخترعها إن لم توجد.
- عقد بيريرا 5 سنوات، ولا يزال صغيرًا، وإمكاناته والمأمول منه أكبر بكثير مما يقدمه الآن، المهم أن يدرك هو ذلك، وأن يسعى في كل مباراة لتقديم نفسه بشكل أفضل.
مجدَّدًا: «الهلال يستحق أفضل من فييتو وكويلار».
http://www.alriyadh.com/1915894]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]