لا ينكر منصف الحالة الإيجابية التي تركها الإعلام الجديد والإلكتروني، ممثلاً في المواقع الخبرية، والصحف الإلكترونية، ومواقع التواصل، من حيث سرعة انتشار الأخبار وسرعة المتابعة، ومواكبة الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية، فأصبح العالم يدور في فلك دائرة معلوماتية رقمية سريعة الانتشار والتأثير.
ولكن.. من خصائص هذا العالم السريع، المعلومة القصيرة المباشرة، بعيداً عن التفاصيل، ودراسة الحدث، وتغطيته من جميع الجوانب، فأصبح الخبر أو التقرير، مجرد أسطر معدودة لمعلومة مبتورة غير شاملة للحدث وتبعاته، ومن ثم يتم اللجوء إلى الإعلام التقليدي، ممثلاً في الصحافة التقليدية، والإعلام المقروء والمسموع والمرئي لتفسير أحداث مبتورة، أو تم اجتزاؤها من معناها، فأضحت مسببة الكثير من المشكلات، لصانع القرار، وصانع المادة الإعلامية، والمسؤول المباشر، الذي يجد نفسه مطالباً بتفسير الخبر المجتزأ القصير الصغير، رغم أنه في البداية لجأ للإعلام الجديد لسرعة تجاوبه وانتشاره، متغافلاً عن حقيقة واضحة، أنه لن يجد في هذا الإعلام ما يفسر به – مثلاً – فلسفة قراره الذي اتخذه، أو التداعيات التي صاحبته، وهكذا.
إننا في مشكلة حقيقية نعاني منها كصناع للكلمة والخبر المقروء والمسموع، حيث نقابل باستمرار بردود فعل متباينة، طالبت التوضيح، أو التعقيب أو الرد على مادة منشورة باقتضاب، هو في الأساس من قام بنشرها.
في تقديري .. مازال الإعلام التقليدي بأدواته الملجأ والملاذ الآمن لنقل الخبر وتفاصيله وتداعياته، وفلسفته، ودراسة آثاره المجتمعية أو السياسية، بل ومتابعة الفئات التي استهدفها الخبر ومدى تأثيره عليها سلباً وإيجاباً، من هنا سيظل للورق رونقه المعلوماتي مهما تقدمت وسائل النشر، مع أني من أهم رواد ومتابعي الإعلام الجديد وأدواته، وأراه طفرة حضارية.
http://www.alriyadh.com/1917530]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]