-
الأمـــن
وصلني من أحد الأصدقاء مقطع فيديو صغير لعائلة في أحد البلاد العربية التي اكتوت بنار "الخريف العربي" تقتحم منزل عائلة أخرى قام أحد أفرادها بقتل أحد أبنائهم، وقد تمت عملية تبادل إطلاق نار سقط فيها قتلى وجرحى بين الطرفين في ظل غياب تام لأجهزة الأمن، حيث تحول المجتمع وفي ظل غياب الدولة إلى غابة بشرية، السيادة فيها للأقوى والأكثر إجراما، فهل هذا هو ما كان يدعو له أنصار الثورات على الدول العربية الوطنية؟!
إن الأمن هو شعور الفرد أو مجموعة الأفراد بالطمأنينة، وإشاعة الثقة والمحبة بينهم، بعدم اعتداء بعضهم على بعض، أو خيانتهم لبعض، والقضاء على الفساد، بإزالة كل ما يهدد استقرارهم وعيشهم، ويعتبر الأمن أكبر نعمة في هذه الحياة به تحفظ الأنفس، وتصان الأعراض والأموال، وتأمن السبل، وتقام الحدود، ومن دونه لا يهنأ عيش ولا يتحقق ازدهار، وهو الضامن لقيام الإنسان بدوره من عبادة لله وبناء لوطنه ومساهمة في رسالته الإنسانية في هذا العالم. ولذلك جاءت دعوة الخليل عليه السلام مؤكدة على ذلك: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ".. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).
لقد منّ الله علينا في هذه البلاد المباركة بمجتمع متماسك وآمن تحت ظل دولة قوية تسعى لبناء إنسانها وتوفر له سبل الحياة الآمنة والكريمة، وتطبق النظام على الجميع، ما خلق جوا من الأمن والسلام النفسي والطمأنينة تتجلى في الكثير من الصور، ويبقى دور الآباء والمربين لتعزيز هذه القيمة في نفوس النشء واستعراض هذه الصور أمامهم كنوع من التربية الوطنية الهادفة لتعزيز الولاء والانتماء.
http://www.alriyadh.com/1918589]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى