نعود إلى كتاب (نظريات في الإدارة السلبية) لمؤلفه الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري. وقد اخترنا لكم من الكتاب في مقال سابق الحديث عن نظرية الموظف الأوحد.
بداية، لابد أن نشير إلى أن المؤلف ذكر في مقدمة الكتاب ما يلي: ( إن إبراز هذه السلوكيات السلبية في العمل لا يلغي الكثير من السلوكيات الإيجابية في العمل والتي سوف أحاول إبرازها في نظريات جديدة من خلال ما تم رصده من تلك التجارب الناجحة وجهود أصحابها في أداء العمل في أفضل حالاته وبأقل التكاليف).
اليوم نختار ما يقوله المؤلف عن نظرية ساعات العمل فهو يسلط الضوء على سلوك يكاد يتحول إلى ظاهرة اجتماعية ذات أعراض اجتماعية وصحية وأمنية وبيئية واقتصادية.
هذا السلوك يتمثل في تحويل الليل إلى نهار والنهار إلى ليل. هذا أمر مقبول لمن تتطلب طبيعة عملهم ذلك، لكن هذا التحول - حسب المؤلف - يبدو كظاهرة اجتماعية يمارسها مختلف أفراد المجتمع بمن فيهم الأطفال بل الأمر تعدى ذلك ليصبح مطلباً اجتماعياً، ولم يعد هناك إنكار لمثل هذا التصرف الذي لا تحمد عقباه على الأجيال المقبلة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
يصف المؤلف الوضع الراهن وصفاً واقعياً كما يلي: (إن من اللافت للنظر في هذه الأيام ازدياد عدد الأسر - وبمختلف أعمار أبنائها - التي أصبحت تجعل من الليل ساعات للسهر والمذاكرة والعمل، بحيث أصبح أبناء هذه الأسر يواصلون سهرهم من الليل حتى انتهاء ساعات الدراسة والعمل ثم العودة لمنازلهم والنوم حتى ساعات الليل الأولى ثم يبدأ يومهم منها).
لا شك أن من يقيد نفسه بعادة السهر سيتأثر تركيزه وإنتاجيته وتحصيله العلمي وصحته وعلاقاته الاجتماعية.
يستند المؤلف في الحديث عن ساعات العمل وإدارة الوقت إلى التوجيه الرباني الداعي إلى جعل النهار معاشاً والليل لباساً. ويستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها).
يضاف إلى ما سبق المخاطر الصحية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن تحويل الليل إلى نهار والنهار إلى ليل.
يقترح المؤلف - وأتفق معه في اقتراحه - إعادة النظر في ظاهرة السهر والعمل غير المبرر في الليل لمن لا يحتاج عملهم ذلك وهم الغالبية، والانتقال بالمجتمع إلى المجتمع النهاري المنتج.
إن الانتقال إلى المجتمع النهاري هو في الحقيقة عودة إلى ذلك المجتمع الذي مازلنا نحتفظ بكثير من جماله وعاداته الإيجابية، ونقاوم ما طرأ من عادات غير صحية مثل السهر والعشاء المتأخر.




http://www.alriyadh.com/1918590]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]