بعد وقوع أحداث سياسية أو غير سياسية تأتي عادة تصريحات أو تعليقات على تلك الأحداث تمثل رد فعل سلبي أو إيجابي، أو تعبيرا عن موقف معين، تتسم تلك التصريحات بالوضوح في حالات نادرة، وبالغموض أحيانا مثل التعبير عن القلق، وبأنها بلا لون ولا طعم ولا رائحة أو هي تحصيل حاصل حين تعلق على أحداث سياسية معينة. من أمثلة الحالة الأخيرة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى محاسبة مرتكبي جريمة محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، ومجلس الأمن يدين بأشد العبارات تلك المحاولة، ومنها تصريح سياسي لبناني بأن استقالة وزير الإعلام اللبناني والاعتذار للسعودية ودول الخليج كفيل بحل أزمة لبنان، حتى الجامعة العربية تتأثر بحملة اختزال قضية لبنان فتقترح استقالة وزير الإعلام اللبناني لأن هذه الاستقالة قد تنزع فتيل الأزمة الدبلوماسية مع الرياض ودول خليجية أخرى حسب تصريح أحد مسؤولي الجامعة!
الذي يعبر عن القلق لم يحدد موقفه بعد وينتظر مزيدا من المعلومات أو هو يدرك ما يجري وله موقف ولا يريد الإفصاح عنه. من يدين أي عمل إرهابي فورا لديه مبدأ وموقف واضح، من يطالب بالتحقيق يلتزم بالحياد، من يصدر بيانات رمادية ربما يختفي وراءها مآرب أخرى، أما من يعلق على أزمات كبرى من خلال جزئيات وتفرعات صغيرة فهو إما يعبر عن جهل بهذه الأزمات أو يتعمد التجاهل لأهداف خاصة، من يدين بعبارات إنشائية يقدم مجاملة دبلوماسية تجعله بمأمن من التبعات.
ما الفرق بين الشجب والاستنكار والإدانة والتعبير عن القلق؟ هل يمكن أن يكون الموقف واحدا رغم اختلاف الكلمة المستخدمة؟.. نعم هذا احتمال وارد باستثناء عبارة التعبير عن القلق التي لا تقدم ولا تؤخر، والمشكلة أن هذه العبارة تصدر من دول كبرى تعرف جذور الأزمة وقد تكون هي من صنعها وتعرف الحل ولديها القدرة على المساعدة في طرح الحلول وتنفيذها لكنها تحبذ إدارة الأزمة لمصالحها ولا يخدمها نهاية الأزمة؛ ولذلك تختفي خلف عبارة التعبير عن القلق وربما هو قلق على مصالحها فقط.
http://www.alriyadh.com/1919206]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]