في الوقت الذي يمر فيه عالمنا ومحيطنا الإقليمي على المستويين العربي والإسلامي بحالة من الركود والضبابية في مواقف الدول واتجاهاتها على مختلف الصعد، بعد ما يمكن توصيفه بانطفاء الحماسة تجاه العديد من القضايا، نتيجة لما مررنا به من تجارب مختلفة اتسمت في معظمها بالاستقطاب الفكري والسياسي الحاد خلال العقود المنصرمة.
في مشهد كهذا تبدو الحاجة ملحة لإيجاد بدائل مختلفة وتقديم أطروحات ورؤى خلاقة تسهم في إعادة الثقة وتجسير العلاقة بين مختلف الأطراف، وهنا تحضر الجوانب الثقافية والمشتركات الإنسانية كرهان يمكن التعويل عليها في تلك المهمة.
منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" تقدم وفق رؤيتها الجديدة خطة استراتيجية واعدة تتبنى الانفتاح والتواصل مع دول العالم الإسلامي وخارجه، وتسعى إلى مواكبة متطلبات العصر ومتغيرات القرن الـ21 عبر الانفتاح على الفضاء الحضاري الذي يأخذ في الحسبان البعد العالمي في كل المناطق التي يعيش فيها مسلمون أو تأوي أقليات مسلمة، أو مناطق شاركت بشكل أو بآخر في بناء وإغناء الرصيد الحضاري المشترك للإنسانية؛ لتصبح الإيسيسكو بذلك منظمة حديثة فاعلة على الصعيد الدولي، وداعمة للإنتاج الفكري، وبيت خبرة لدولها الأعضاء في مجالات اختصاصها.
مبادرات المنظمة -التي تصنف المملكة ضمن أبرز داعميها كما يشير مديرها في حواره مع "الرياض"- وبرامجها المختلفة تبدو متوائمة مع تلك الرؤية التي تصب في اتجاه الهدف الاستراتيجي من تشكيل منظمة التعاون الإسلامي وما تفرع عنها من المنظمات والمؤسسات المتخصصة في مختلف المجالات؛ حيث تسعى المنظمة إلى أن تكون منارة إشعاع حضارية دولية في مجالات البناء والتقدم المعرفي، واستشراف المستقبل، وأن تكون المنظمة مركزاً للإلهام وبناء الكفاءات ومركزاً للقيادات الرائدة وللإبداع، وتساهم في تنسيق الجهود الرامية إلى تطوير السياسات والنظم التعليمية في عالمنا الذي يبدو في أمس الحاجة إلى تطوير السياسات التنموية في مجالات التربية والعلوم والثقافة، والمنظومات المعرفية والابتكارية.




http://www.alriyadh.com/1919385]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]