للتاريخ سبل مدهشة في كشف زيف الحقائق، يقدم دروسه بروية وحكمة، ويصدر حكمه النهائي ولو بعد حين من الوقت، ومن يتأمل تاريخ المملكة وما لقيه من صنوف الهجوم ومخططات الأذى، ثم يلقي نظرة على حال كل هؤلاء الخصوم ومآلهم يفهم جيداً درس التاريخ الثمين.
إن نظرة عابرة على خطاب الأطراف الذين يمثلون الجهة المناوئة للمملكة في وسائل الإعلام المختلفة حالياً، ليكشف استمرار ذات الخطاب القديم، المبني على جملة أكاذيب وادعاءات، تجتر نفس الأسطوانة المشروخة التي كانت دائرة ذات تاريخ بعيد، وحتى يكتمل التشابه بين الخطابين فلا بد من نبرة تعالٍ وفوقية يتعذر أن تجد لها مسوغاً من الواقع، هذا فضلاً عن سردية المنّ العتيدة والتي بات استرجاعها يرتد سلباً على أصحابها.
من المدهش أن تجد خصوم المملكة ينهلون من نبع واحد في معرض استهدافهم للمملكة، والأكثر إدهاشاً أنهم يلجؤون لسرديات وأحكاما مطلقة باتت لكثرة ما استهلكت وثبت خواؤها لا تنطلي حتى على جمهورهم المباشر، فضلاً عن أن تجد صدى لدى من يُعلي قيم المنطق والعقل، ومن هذه الزاوية فإن تفكيك خطابهم المهترئ لهو أمر في غاية اليسر، بدءاً من فلسطين التي حملت المملكة لواء قضيتها، ونافحت عنها سياسياً واقتصادياً وإنسانياً، فيما فتتها وشرذمها "محور الممانعة" المزعوم، ومروراً بالسيادة التي كانت المملكة حصنها الأول، وجدارها المنيع، فيما فتح متشدقو السيادة أوطانهم للغرباء وأجندتهم ومشروعاتهم المريبة، وليس انتهاء بقيمة الإنسان التي أعلتها المملكة، وجعلت رفاهية المواطن والمقيم وأمنهما وازدهارهما محور كل سياساتها وخططها، فيما اختصر هؤلاء أحلام مواطنيهم في تذكرة سفر بلا عودة.
والحال هكذا يبدو عجيباً أن يبقى هؤلاء المعلقون والخبراء المزعومون ماضين في غيهم، ومغيبين عن عظات التاريخ، فيما مسيرة المملكة مستمرة في نهوض دائم، تنتقل من إنجاز لإنجاز، ومن نهضة لأخرى، تاركة لأشقياء السياسة، وأخصائيي الكذب إلقاء قنابل الدخان التي لا يختنق بها سواهم.
http://www.alriyadh.com/1920289]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]