أفضل وصف يصف به اللبنانيون سياسيي بلادهم أنها مثل سائق التاكسي فهم كل يوم في مكان جديد ومع أناس جدد تعبيراً عن كثرة تحولاتهم وتغييراً لمواقفهم، بلد دور السياسيين فيها التبعية، فهم موالون لمن يخافون منه، لا يهمهم بعدها من ائتمنهم على مصالحهم ومستقبلهم.. الأهم القفز من انتماء لآخر تنفيذاً لأجندة المصلحة الشخصية أو الخوف؟!
لنأخذ مثالاً حياً، ففي لبنان الآن الرئيس وتياره هم في خانة التبعية المطلقة لحزب الله، لا يحيدون عن قراره ولا يجرؤون على مخالفة تعليماته.. فالرئيس ميشال عون حينما تسمعه وتشاهده من خلال لقائه قبل أيام على قناة الجزيرة تجده كالضائع بين الولاء والمعاداة.. لذا كانت كلماته متداخلة وعباراته ضائعة.. ناهيك أنه ومن موقع الضعيف التائه يقدم آراء ونصائح لبلدان أخرى، فقط من جراء فراغ نفسي وسياسي يعاني منهما، وإن كان ثمة بعض زهايمر يطل من خلال أحاديثه.. فهو «من فرط سلبية وضعف يعاني منهما» تسمعه صوتاً وجلاً خائفاً.. ليصبح من مكانه في بعبدا متكوراً على أقاربه، وبجانب الهاتف خشية أن يصله توجيه؟!
نحب لبنان ونتمنى له الخير.. لكن يبدو أن سياسييه لا يريدون ذلك، والحقيقة أنهم في طريقهم إلى السقوط السياسي والانعدام الاقتصادي، والعالم الآن يتفق على ذلك، فهو يراهم متجذرين متحاربين والفساد قد بلغ منهم مبلغاً.. فصحيفة فايننشال تايمز قد كتبت عنواناً كبيراً: «لبنان ينحدر نحو الهاوية»، وصفت به ما يحدث في لبنان هو النهاية المحتومة لهذا البلد الجميل.. وهناك عنوان تم تداوله من غلاف مجلة التايم: «لبنان الجحيم الّذي يعيش فيه كلّ الشياطين».. وأي شيطان أكثر فساداً من نصرالله وزمرته وهم قد جعلوا لبنان فقيراً ضائعاً جائعاً؟!
المضحك المبكي في الحضور التلفزيوني الأخير للرئيس عون أنه بث مزيداً من اليأس والتشاؤم لدى اللبنانيين، لا سيما أن اللبناني يشعر معهما بالحال المتردية التي وصلت إليها بلادهم.. المزرية التي جعلت منه خارج إطار التأثير، بل ودون أي دور سياسي فاعل.
الأهم في القول إن الكل يدرك ما كان للطائفة المارونية من تأثير إيجابي على تاريخ لبنان ومساره والحفاظ على استقلاليته ومنع التبعية، لكن يبدو أن نصيبهم من القيادة لم يكن كما كان في ظل فروض الولاء والطاعة لحزب الشيطان.. ونحن هنا لا نستنصر طائفة على أخرى، بل نتساءل عن التاريخ الكبير المثمر الذي سطره المارونيون في لبنان، وفجأة يسقط تحت أقدام الحزب الفارسي..
http://www.alriyadh.com/1921904]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]