تعمل المملكة العربية السعودية على استدامة التوافق والأداء المشترك المتناغم لدول المنظومة الخليجية، رغم الهزات التي تعرضت لها المنطقة خلال العقود الأربعة الماضية، وتأتي جولة سمو ولي العهد الخليجية، لتؤكد حرص المملكة على تعزيز العمل الخليجي المشترك، وترسخ النهج الحكيم والثابت للمملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن تعزيز التعاون وتنسيق المواقف بين دول مجلس التعاون الخليجي، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
لذلك تعدّ جولة سمو ولي العهد الخليجية جولة التكامل الإستراتيجي، استثنائية في أهميتها وتوقيتها، عكست اهتماماً سعودياً بارزاً بمنظومة مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً أنها تسبق القمة الـ42، وتمهد الطريق نحو قمة خليجية واعدة، والتي ستكون حافلة بالعديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم الشارعين الخليجي والعربي.
كما تعدّ هذه الجولة ترجمة لتطلعات قادة دول المجلس وشعوبها، وتجسيد الإرادة العالية والجهود المشتركة لمسيرة المجلس في بلوغ التكامل المنشود في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والاتصالات بين دول المجلس، وأيضاً رفعت وتيرة التعاون والتنسيق في مجالات الأمن والدفاع، وطرح الملف اليمني والتصدي لميليشيا الحوثي، فضلاً عن النقاش الجدي والفعال حول الملف النووي والصاروخي الإيراني وتداعياته الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، خصوصاً في ضوء عدم تحقيق مفاوضات فيينا أي اختراق في هذا الملف.
لا شك في أن جولة ولي العهد الخليجية مهمة وتاريخية وتُفرح كلّ من يؤمن بأهمية تقوية مجلس التعاون الخليجي، واستقراره، وستمهّد لخروج القمة الخليجية المقبلة بنتائج استثنائية، من خلال رفع وتيرة التعاون بين دول الخليج العربي في المجالات كافة، وإعادة تأكيد مبادئ حسن الجوار داخل المنظومة الخليجية وخارجها، وتنفيذ المشروعات المشتركة التي يتطلبها المستقبل، وهي الأهداف التي وضعها سمو ولي العهد لتحقيقها، والتي ستكون نتائجها العريضة والكبيرة ظاهرة للعيان في وقت قريب.
http://www.alriyadh.com/1923266]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]