من الطبيعي وجود مقاومة عند حدوث تغيير كبير وسريع في منظمات العمل، يكمن النجاح في القدرة على تجاوزها بكيفية التعامل معها وليس بتجاهلها.
في كتاب عن التغيير ومقاومة التغيير يشير المؤلف برايس بريتشيت إلى نظرية (20، 50، 30)، هذه النظرية تقسم الناس إلى ثلاث فئات في التعامل مع التغيير. 20 % أصدقاء للتغيير يدعمونه ويدافعون عنه، الفئة الثانية 50 % هم فئة محايدة ويطلق عليهم فئة المقاعد، هؤلاء لا يقاومون التغيير ولكنهم سلبيون يمارسون الانتظار حتى تتضح الصورة، الفئة الثالثة 30 % تصنف بأنها خصم التغيير؛ لذلك يقاومونه ويحاولون إفشاله.
تلك نظرية ليس بعيدة عن الواقع إلى حد ما لكن تصنيف فئات الناس بنسب محددة في التعامل مع التغيير لا يمكن تعميمه بتلك الطريقة؛ لأن ذلك يخضع لظروف كل حالة ومسببات التغيير ومدى وضوح أهدافه، ومدى المشاركة في صناعته.
إن أولى خطوات تجاوز عقبات أو مقاومة التغيير هي الوضوح، والخطوة الثانية هي التواصل بوسائل مختلفة مع أفراد المنظمة للتعريف والتثقيف تمهيداً ليس لتقبل التغيير فقط وإنما لدعمه.
التواصل الخارجي مع المجتمع خطوة ضرورية لفهم التغيير والتكيف معه، قد يكون التغيير جيداً ولكنه لا يصل إلى الناس بوضوح، في هذه الحالة تأتي ردود الفعل سلبية وتكثر التساؤلات وتصل إلى مستوى النقد، أحد الأسباب في حدوث ذلك أن أعضاء الفريق الذين صاغوا أدبيات التغيير أو الإجراءات الجديدة يفهمون لغة بعض والفكرة واضحة لديهم، وحين يعلن التغيير يتفاجؤون بحجم الاستفسارات وعدم الرضا، وقد يضطر فريق التغيير للتعديل بسبب أخطاء أو الاستناد على معلومات قديمة أو أن التغيير تنظيري لا يتفق مع الواقع.
يقال في موضوع التغيير إن 20 % من الناس هم ضد أي شيء، هي طبعاً نسبة افتراضية وهذا لا يمنع من استهدافها لكسبها في صف التغيير وهذا لا يتحقق إلا بالوضوح والمشاركة وبناء التغيير بما يتفق مع الظروف المتغيرة ليكون الهدف هو التطوير وليس التغيير من أجل التغيير فقط، السيد برايس بريتيشت يرى أن نسبة الـ30 % هي خصم للتغيير يصعب تجاهلها ولكن الاهتمام بهم مضيعة للوقت ويعزز موقفهم ويرى التركيز على المحايدين لكسبهم في صف التغيير.
وأرى أنه مهما تكن نسبة مقاومي التغيير فلا يمكن تجاهلها ولا يمكن أيضاً تسليمهم مقود القيادة، وسيكون تفهم موقفهم وجعلهم جزءاً من التغيير دعماً للتغيير الذي يصب في مصلحة الجميع.




http://www.alriyadh.com/1928405]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]