في حياة الأمم لحظات وومضات تصنع التاريخ، ومن تلك العلامات الفارقة، لحظة إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «أيده الله» في أمر ملكي مناسبة وطنية عزيزة على قلب كل سعودي، تمثلت في يوم تأسيس اللبنة الأولى للدولة السعودية، بسواعد فتية تعرف حق المعرفة معنى الأرض والوطن.
إن «يوم التأسيس» في الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام، يعيد كتابة تاريخ تلك البقعة من الأرض، ويصنع وعي أجيال جديدة لم تكن تعلم إطلاقاً عن تاريخ وحضارة الجزيرة العربية وكنوزها التراثية والإنسانية الزاهرة، أجيال توقفت مراحل البحث في ذاكرتها عند تاريخ 1932م، يوم توحيد المملكة وربوعها، ولكن يوم التأسيس يعيد فتح صفحات ثلاثة قرون عامرة بالكفاح والفداء والتضحية، ومسيرة البناء والانتصار تارة، وأخرى للتفكك والتشرذم، إلى أن يسطع نجم الحرية على تلك البقعة من الأرض، ويعيد التاريخ كتابة صفحاته، لينتشر عبق الحضارة الحديثة، ومسيرة العطاء والبناء من جديد.
في تقديري من أجمل ما زرعته تلك المناسبة في قلوب المواطنين، حالة البحث عن تاريخ المنطقة العربية بشكل عام، وشبه الجزيرة العربية بشكل خاص، الجميع يعيد قراءة صفحات التاريخ؛ ليجد بين كلماته ما يزيد المرء عزاً وفخراً بمسيرة الأجداد وفكرهم التنويري قبل ثلاث مئة عام.
في الختام؛ الأمر الملكي الكريم أعاد الوعي لضمير الأمة، بل صنع وعياً جديداً، وما أصعب صناعة الوعي والتاريخ، فتلك المناسبة الوطنية الغالية تعيد لأبناء المملكة شغفهم بروعة تاريخهم وحضارتهم.
http://www.alriyadh.com/1933397]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]