لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يتفاعل الشعب السعودي مع فكرة الترفيه، كإطار عام يدخل في الحياة اليومية للمواطنين، بل يصبح ضمن البرنامج الأسبوعي – على أقل تقدير – للأسرة السعودية، وأن يتم تخصيص ميزانية من الدخل للأفراد والعائلات للإنفاق على الترفيه بكل شغف وارتياح، وذلك للإرث الذي اعتاده المجتمع من ثقافة المحافظة.
فلسفة الترفيه التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 ارتأت أن السعادة حق من حقوق الإنسان، بجانب كل الحقوق المتعارف عليها في الحياة، لذا كانت الهيئة العامة للترفيه على موعد مع التحدي الذي ينتظرها مع مجتمع محافظ كمعظم المجتمعات العربية، التي تستكثر على نفسها مجرد فرحة أو ابتسامة، تعقبها مقولة: «خير اللهم اجعله خير»، فكان التخطيط من الهيئة دقيقاً كدقة خيط الحرير، وربما كخيط الضوء المنبعث من ضوء القمر في ليالي الشتاء الممطرة.
وتوالت الفعاليات، ويتزايد التفاعل، وتكتسب صناعة السعادة في ربوع المملكة على أرض جديدة صلبة كل يوم، فجعلت الهيئة الترفيه صناعة، تفتح أبواب الرزق للآلاف من أبناء وبنات المملكة، وتدعم الاقتصاد الوطني وتنوع مصادر دخله، وتساهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي، وتولد المزيد من الفرص الوظيفية للكوادر السعودية، إضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة المحلية ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية القادمة إلى المملكة.
وها نحن في الأيام الماضية شهدنا، بل عشنا موسم الرياض الذي اجتذب المبدعين في كل المجالات ومن جميع دول العالم، وشهدت البلاد حركة سياحية غير مسبوقة، وإقبالاً شعبياً من جميع شرائح المجتمع، إضافة إلى المقيمين على أرض المملكة، في مشهد تتجلى فيه أسمى معاني الإنسانية الراقية من كرم الضيافة والانصهار في بوتقة عشق المملكة، أرض الحضارة والتاريخ والأصالة والجمال.
http://www.alriyadh.com/1934493]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]