كان مقدراً ومنتظراً أن تضرب الانشقاقات وحالة التأفف ميليشيا الحوثي من الداخل، وأن تسري حالة من الندم في صفوف المضللين أو المقهورين الذين التحقوا بالمشروع الإرهابي المخطط له خارجياً، فميليشيا الحوثي وأفكارها مبنيتان على فكرة عنصرية عصابية لا تعير أي قيمة لمن هم خارج السلالة، فضلاً عن أن الميليشيا الإرهابية مسيرة بإرادة وأجندة خارجيتين، لا تتقاطعان مع مصالح اليمن واليمنيين بوصفهم جزءاً أصيلاً من محيطهم العربي، وقد اكتشف الملتحقون بميليشيا الحوثي أخيراً الحقيقة المرة، عبر السلوك الاستعلائي لزمر الحوثيين معهم، والتعامل معهم بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية، ومجرد أدوات يمكن التضحية بها في سبيل تحقيق المشروع الحوثي - الإيراني على أنقاض اليمن.
اتسعت مؤخراً حالة الندم في صفوف الموالين للانقلاب على موقفهم الداعم للميليشيا الإرهابية بعدما تبين لهم حجم العنصرية والفوقية التي تمارسها ضد بقية اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ناهيك عن استحلالها دماء اليمنيين المؤيدين للشرعية وممارسة أشرس أنواع التنكيل والتعذيب ضد أشقائهم في الوطن، في صورة دموية تعكس مدى انفصالهم عن محيطهم وتوحشهم، فأي حركة وطنية هذه التي تستخدم مواطني بلدها دروعاً بشرية في حربها على الشرعية والحكومة المعترف بها دولياً؟!
معالم الانقسام باتت واضحة وجلية، حد أن حزب المؤتمر الشعبي المنضوي قسرياً تحت جناح الحوثي في شراكة صورية مفتعلة، بات يصرح علناً ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية، ويتهمها بمحاولة شق الحزب، والأمر ذاته ينطبق على قبائل صنعاء والمناطق الخاضعة للاحتلال الحوثي، التي فاض صبرها على سياسة الميليشيا التابعة لإيران التي قادت اليمن لأسوأ مراحل تاريخه، ودمرته في إطار مشروعها لإلحاق البلد العربي الأصيل بجغرافيا الخراب التي شكلها النظام الإيراني في المنطقة، وحالة التذمر الشعبي المتصاعدة هذه إذ تتواكب مع الانتصارات الميدانية للشرعية والتحالف، وتقدم القوات الحكومية في عديد الجبهات، مع تقهقر وخسائر فادحة في صفوف الميليشيا الحوثية، إذ تؤكد قرب انحسار المشروع الإرهابي الحوثي - الإيراني، واقتراب اليمن السعيد من لحظة الخلاص.




http://www.alriyadh.com/1935362]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]