مع الاحتفال السعودي الكبير بيوم التأسيس العظيم، ندرك أن ما جرى ويجري في المملكة العربية السعودية يقدم حالة استثنائية مبهرة خاصة في التاريخ، إذ إن هذا الوطن وعلى مدى عقوده الثلاثة لم يخلف الوعد مع قادته، بل عبْر مرات التغيير الثلاث كان الشعب من يؤيدهم وينتصر لهم، ويفدي بنفسه وماله لأجلهم، فلم يعرف هذا التاريخ تعاوناً مع احتلال أو نصرة لأعداء ضد بلادهم وقادتها، بل كانوا قادة وشعباً على قلب رجل واحد.
السعوديون جسدوا مفهوم الوطنية بفعلٍ ذي معنى راقٍ لجغرافيا الوطن وتاريخه وسياساته ماضياً وحاضراً، وحين يأتي الاحتفال بيوم التأسيس، فلأننا نريد أن نستعيد تاريخنا المجيد، تاريخ رجال أسسوا المعنى الحقيقي لأن تكون في ظل وحماية ودعم دولة تنتمي لك، حينما كانت تجوع كان الجميع كذلك، وحينما أنعم الله عليها شاركت الخير واقتسمت مع الآخرين عرباً ومسلمين نعيم الله عليها.
بدأ تاريخنا والحياة صعبة والأخطار تمتد من حولنا، ما بين قبائل تتناحر، ودول عظمى تتحارب، وأوبئة لا يقدر عليها إلا الله، ناهيك عن شظف العيش، ومع جميع تلك الأسباب الصعبة لم تمنع أن يكون الولاء قائماً وحاضراً بين الشعب والقائد لأجل وطن واحد ومصير واحد، وأجزم أن هذا ما يعيد الدولة السعودية عبر مراحلها الثلاث إلى الواجهة.
الآن وفي زمننا الجاري ومع تغير الأحوال ورقي الحال، عرفنا قيمة الدولة المطمئنة والاستقرار، عرفناه من مصائب من هم حولنا من عرب وعجم، فلا حياة مستقرة ولا نعيم حاضر من فرط عدائية شعوبها لمن يسرقون قيادتها، فهم من حال إلى حال أسوأ، حتى لو كانت مواردهم الاقتصادية ضمن الأعلى عالمياً. لنكن سعوديين متلاحمين متحابين شمالاً وجنوباً وشرقاً ووسطاً وغرباً، نعتز بقادتنا وندعوا الله أن يحفظهم، نشدد على انتمائنا، ونجعل الوطن هو الأساس.
نؤكد على أن الأحاسيس والعواطف أصبحت أكثر وضوحاً في ظل العهد الجديد للوالد القائد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسنده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، اللذان خلقا فكراً سعودياً جديداً لا يرفض الماضي والمكونات المستمرة منه والاعتزاز به، بل يصونه وفق اعتبارات أن الوطن أولاً، فكانت البداية بالأفواه الفاسدة والشعارات الضارة والدعوات المخلة تزامناً مع بناء الدولة الحديثة التي يرتقي ويتساوى فيها الجميع.
المهم في القول إننا قد احتجنا يوم التأسيس لنستعيد قراءة مشروعنا الكبير الذي بدأه الإمام محمد بن سعود، وأرسى وحقق استمراره من أتوا بعده، ليثبّت دعائمه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبناؤه من بعده، والآن في عهد الملك سلمان وعضيده محمد بن سلمان، نشهد امتداداً مبهراً قوياً لخير عشنا في كنفه، ونؤمن صادقين بأن ليس هناك من رهان إلا على حب الوطن، لنؤكده كثقافة وبرنامج عمل لا تنازل ولا حياد عنهما.
http://www.alriyadh.com/1937049]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]