في لقائه الأخير مع مجلة ذا أتلانتيك الأميركية (The Atlanti)، وكالعادة كان الأمير محمد بن سلمان واضحاً في مقاربته للأسئلة المطروحة، ينطلق من الاعتزاز بالهوية الوطنية السعودية ذات العمق التاريخي الكبير، ويتجه نحو الدور العالمي الذي يرى أن السعودية تقدمه للعالم.
هذه المعادلة بين "نحن السعوديين" و"هم" بقية العالم، مبنية في فكر سموه الكريم على التعددية، والتسامح، والتعايش السلمي، وعمارة الأرض. وهي فلسفة سعودية بامتياز تقدم للعالم اليوم لتثبت أن هذه الدولة المباركة هي دولة التسامح والتعايش الحضاري. فعندما سُئل سموه عن التطور التي تمر به المملكة العربية السعودية حتى - كما يزعم السائل - أصبحت تشابه دبي وأميركا، كان رد الأمير هنا واضحاً ومؤكداً على الهوية الوطنية السعودية المختلفة عن بقية الدول، وأن المملكة العربية السعودية لا تسعى لأن تشبه أي دولة أخرى. وإنما أسس التطور السعودي المنشود مقومات هذا الوطن، وتاريخه، وشعبه. وامتدادا للأسئلة المتعلقة بالهوية الوطنية جاء السؤال الذي يفترض أن أي تحديث يتم في المملكة العربية السعودية هو على حساب هويتها الإسلامية: "هل يمكنكم تحديث البلاد إلى درجةٍ تُصبح فيها هوية السعودية الإسلامية أكثر ضعفًا؟" ويعتبر هذا السؤال من أكثر الأسئلة المطروحة دهاءً، فهو يلمح إلى أن ما يتم في المملكة العربية السعودية من تحديث وتطوير سيكون على حساب هويتها الإسلامية، وكأن منطلق هذا السؤال تلك الثيمة الراسخة في العقلية الغربية وهو استحالة الجمع بين الدين والتقدم، وهي ثيمة جاءت نتاج تراكم ثقافي وحضاري غربي نتيجة علاقة الصراع القائمة بين الدين والعلم في غرب العصور الوسطى، وقد جاءت إجابة سمو ولي العهد واضحة بأن الإسلام أحد مقومات الهوية السعودية، كما هي الثقافة العربية، والثقافة القبلية، وأنه لا يمكن التفريط في هذه المقومات لأنها أساس تماسك المجتمع، وهذه الإجابة لا تأتي إلا من شخص يعي التاريخ جيداً، ويعي على الاجتماع.
ولكن هذا - والرأي لسموه - لا يعني أن كل جوانب هذه المقومات إيجابية، فقد يحيد بعضها عن الطريق ويحتاج حينها لإصلاح. أمام هذا التأكيد على الهوية الوطنية السعودية الفريدة، تحدث سموه الكريم عن أن المملكة هي وطن التعددية الثقافية والتعايش السلمي واحترام الآخر: "نحن نرجع إلى تعاليم الإسلام الحقيقية، التي عاش بها الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلفاء الأربعة الراشدون، حيث كانت مجتمعاتهم منفتحة ومسالمة.. وأرشدتنا هذه التعاليم أن نحترم جميع الثقافات والديانات بغض النظر عنها، وهذه التعاليم كانت مثالية، ونحن راجعون إلى الجذور، إلى الشيء الحقيقي".
http://www.alriyadh.com/1938726]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]