لطالما كانت تنمية الإنسان محوراً رئيساً في خطط ومشاريع الدولة، فالمواطن هو الثروة الأهم والاستثمار الحقيقي لمستقبل البلاد، لهذا أتت استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية - حفظه الله -، لتمثل حلقة جديدة أكثر أهمية، وأعلى تركيزاً على متطلبات سوق العمل، ورفعاً لتنافسية المواطنين على الصعيدين المحلي والعالمي، في سبيل رفع كفاءة رأس المال البشري، وفي ذات الوقت رفد المشاريع المستقبلية التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 بالعنصر البشري المتمكن والمؤهل علمياً ومهنياً والمسلح بآخر الخبرات وأحدث الأساليب في مجالات العصر.
الاستراتيجية الجديدة تحقق تكيفاً نموذجياً مع احتياجات الحاضر والمستقبل، وتتميز بتركيزها على متطلبات السوق بشكل حصري، ما يضمن توفير فرص وظيفية مضمونة للمبتعث، كما يساعد في التوسع في المشاريع المستقبلية، ومواكبة الصناعات الحديثة في ظل توفر العنصر الوطني المؤهل، فالمسارات الأربعة للبرنامج تغطي كل المجالات المطلوبة لتعزيز مسيرة التنمية ومواكبة أحدث العلوم والتقنيات العصرية، وهو ما يصب في مستهدفات الرؤية الرامية لتعزيز تنافسية المملكة عالمياً، وتمتين اقتصادها وتحقيق طموح القيادة في تقدم مركز المملكة ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم.
إن التركيز على قطاعي الصناعة والسياحة إنما يتواءم مع توجه المملكة القوي نحو الاستثمار في هذين المجالين الحيويين اللذين سيشكلان عصب الاقتصاد المستقبلي للمملكة ضمن خطط الرؤية الطموحة لتنويع مصادر الدخل، ورسم الصورة الجديدة لمملكة المستقبل، كما أن برنامج الابتعاث يولي اهتماماً خاصاً لمسألة البحث العلمي والابتكار، وهذا بدوره يبلور رؤية ولي العهد نحو تعزيز مشاركة المملكة في التطور العلمي، ونقلها من خانة المستفيدين والمستهلكين لمنجزات البحث العلمي ومراكز الأبحاث، إلى مساهم مهم في رفد الحضارة الإنسانية بكل ما يفيد البشرية ويعزز تقدمها، وهي المكانة التي تليق بالمملكة، وتنسجم مع طموحات قيادتها وشعبها.
http://www.alriyadh.com/1939190]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]