ماذا لو قامت حرب نووية ينذرنا بشؤمها حال أوروبا اليوم والحرب الروسية - الأوكرانية، إلى أين يتجه كوكب الأرض بعدها؟ هذه الأسئلة التي يتولاها الصمت أو الهروب فينا كلما حاكت بها ضمائرنا المشغولة بأخبار الساعة مهما تظاهرت بتجاهلها! تظل أسئلة وجوديًّة لا تعنيها السياسة وشؤونها، ولا تمنحنا فرصة الوقوف مع المظلوم في وجه الظالم، ولا حتى التفريق بينهما.
رعبٌ خفي يتخللنا كلما استعدنا ما فعلته قنبلة نووية بدائية في هيروشيما وناغازاكي قبل أكثر من سبعين عاماً، حيث سبعة عقود مرّت في سباق مرعب بغرض تطوير آلة الإبادة تلك، لتجعل من مجرد تخيل أثرها اليوم نهاية لكوكب الأرض.
لست متشائمًا أو سوداويّا حين أقف بصورة كهذه، لكنني ما خشيت على الإنسان يومًا أكثر من خشيتي عليه من نفسه، وأكاد أجزم أن القرون الماضية حملت لنا في سيرها ومشاهدها شخصيات شيطانية لو امتلكت ما نمتلكه اليوم من أسلحة تدمير، ربما لم نكن هنا الآن لنترقب ما نترقبه!
ومع هذه السوداوية التي تؤطّر صورة اليوم في نشرات الأخبار ووكالات الأنباء، مازلت أراهن على انقشاع الأزمة قبل الدخول في رؤيا النهاية هذه، فمهما بلغ الحمق بساسة الغرب والشرق اليوم لا أحد منهم يرغب في الانتحار الجماعي ولا حتى أن يغامر به، وبالتالي سيكسب القويّ فيها حينما يخسر الضعيف دون نصرة انتحارية، ويظل قدر الإنسان هناك ووجوده في تلك البقعة من الأرض ليكون قربان البقاء لغيره في بقية كوكب الأرض.
يا لها من صورة حزينة ومأسوية يتحملها ذلك الطفل الذي يهرب من الموت للغربة، ويحياها ذلك المسن الذي تقوّس ظهره من الذكريات، يتلمّسون من أفواه الساسة ممرات آمنة تحملهم إلى المجهول.
هذه الحرب المستعرة اليوم في أوكرانيا أخذتنا من جائحة كورونا لتلقي بنا في مخاوف النهاية، لكننا آخر الأمر مازلنا على هذا الكوكب نراهن على حياتنا فيه، ولا نخشى عليه إلا منا.
فاصلة:

هو الليلُ..
لا أستطيع اكتشاف احتمالي .. له.. وانتهائي إليه..!
أنا أول الصبح
في جبهتي شجّةٌ من نخيلٍ.. وبين يدي الفراشات
منذورة للرحيق...
أنا الشمس.. حين تصف الظلال على جانبي الطريق..!
هو الليلُ...
تودّعني بالأصيل.. وتحملني بالرحيل.. وتتركني عند باب الظلام
أنادي عليه!




http://www.alriyadh.com/1940961]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]