من بعد المونديال لا أحد يستطيع مجاراة الهلال، فهو يقدم عروضاً مسرحية عالية الجودة يستمتع بجمال عرضها المنافسون قبل المناصرون، حتى حقق العلامة الكاملة نقاطاً ومستوىً واستحواذاً وأصبح خطراً حقيقياً يهدد صدارة الاتحاد بهذا الزحف المرعب للزعيم بعد أن أطاح بالمنافسين واحداً تلو الآخر ومن بينهم المتصدر العميد..!
من بعد المونديال والجماهير الزرقاء تنتظر العرض المسرحي لفرقتها وتتساءل فرحاً (بكم راح نفوز اليوم؟) بعد أن كانت تتهامس استحياءً فيما بينها (الله يستر اليوم)، هلال عاد له النشاط ودبت فيه روح الحياة من جديد ليحيي آماله في الكأس والدوري (وإن كانت حظوظه في الدوري صعبة) بعد سلسلة الانتصارات على منافسيه فمنهم من هزمه ثلاث مرات في أهم الممرات وأقوى المعتركات، فحول مشاريعه إلى ركام وآماله إلى حطام، ومنهم من وقف جمهوره احتراماً للهلال وصفق له إعجاباً واعترافاً بتفوقه وهو يدك شباك فريقه، بعد كل هذا ردد عشاق الأزرق الحيي يحييك..!
من بعد المونديال والهلال يخلط الأوراق والنقاط والمنافسين، يقوض المشاريع ويبدد الطموحات يجهض الأحلام ويقض المضاجع، حتى أصبحت الفرق تخشى مواجهة الهلال وأضحى هو بمثابة العقوبة لهم فتمني النفس بالخروج بأقل الخسائر من أمامه فبلغ الأمر أن يحسب لخصمه صموده في وجه الخامس وراح يهنئ بعضهم بعضاً بعد نهاية اللقاء أن انتهت برباعية، من بعد المونديال والفريق يسير بثبات فحقق الفوز في جميع مبارياته ولم يلحظ أحد غياب أي نجم في الفريق، فإن غاب نجم حل مكانه آخر والمنظومة مستمرة في الدوران لا يؤخر سيرها من غاب ولا يُسرع من رتمها من حضر…!
من بعد المونديال ولا صوت يعلو على الهلال فهو الأفضل والأكمل والأجمل، استحواذه أمام متصدر الترتيب ومتذيله سيان، نسبة الاستحواذ متشابهة وأرقام التفوق متقاربة وفي النهاية يطير بالنتيجة وبالمستوى فهما لديه صنوان، جلب آسيا وألحقها بالسوبر هنا بطولتان، مع الهلال لا تشبعان ولا ترويان، الجميع غاضب وحق لهم ذلك فهو قد دللهم ودلعهم بأكثر من ذلك فاصبر أيها الهلال على غضبهم وحنقهم واستمر بعاداتك التي عودتهم عليها فهذه ضريبة نجاحاتك وأمجادك البهية الجلية الظاهرة للعيان..!
في حضرة الهلال لا يُضمن دوري ولا كأس ولا صدارة بل هذا ضرب من المحال، لا يؤمن جانبه في ظفر ولا نصر حتى تحين الصافرة أو يسدل ستار النهاية فلا يصعب عليه شيء أو يستحال، إن كان منافسك الهلال عليك الحذر كل الحذر فلم يغلق الكتاب بعد ولم يُكتب السطر الأخير فمهما كانت حظوظه ضعيفة يظل هو المرشح الأبرز والأخطر فالتاريخ مليء (بجحفلته) وقلبه للطاولة من بينها دوري ألفين وثمانية وقس على هذا النسق والمنوال.




http://www.alriyadh.com/1941555]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]