مرة أخرى، وعلى مرأى من العالم وسمعه، يستهدف الحوثيون الإرهابيون ومن خلفهم إيران، المدنيين الآمنين والأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية في المملكة، بمقذوف صاروخي طال محطة توزيع المنتجات البترولية شمال جدة، ومقذوف آخر تعرضت له محطة "المختارة" في منطقة جازان، في عمل إرهابي جديد، يتطلب وقفة جادة وصارمة من دول العالم والمنظمات الدولية.
الإرهاب الحوثي الإيراني وصل مداه من الفُجر السياسي والعلنية المقيتة، في تحدٍ سافر للقوانين والأعراف الدولية. ولم يكن لهذا الإرهاب أن يصل إلى هذا المستوى الخطير، لولا صمت العالم تجاه ما يرتكبه من جرائم شنيعة بحق شعب اليمن، وبحق الدول المجاورة.
ولعل اكتفاء الدول الكبرى بعبارات الشجب والإدانة والاستنكار التي تنزل برداً وسلاماً على قلوب الإرهابيين، فيه تشجيع للإرهابيين على التمادي في إرهابهم دون رادع أو عقاب أممي، كان يفترض أن يطالهم منذ اللحظة الأولى التي تحدوا فيها المجتمع الدولي، وانقلبوا على الشرعية في اليمن، ومنذ أول صاروخ استهدفوا به المملكة.
وبلغة دبلوماسية هادئة، وضعت المملكة للمرة الثانية في أقل من أسبوع، المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه الإرهاب الحوثي، بأن الرياض غير مسؤولة عن أي نقص في إمدادات الطاقة الدولية، وأن عليه أن يتحرك لإرغام ميليشيا الحوثي وإيران على التوقف عن استهداف المنشآت النفطية، وإذا لم يفعل ذلك في أسرع وقت، فإن خروج أسعار الطاقة عن السيطرة مقبل لا محالة.
قد يكون التحذير السعودي تجاه الإرهاب الحوثي والإيراني، الأخير من نوعه، وبعدها يشهد العالم ما لا يحمد عقباه من تهديدات صريحة ومباشرة ونزاعات لا حدود لها، تفقد كوكب الأرض أمنه واستقراره، ولا يستبعد أن نشهد مزيداً من الحروب والاضطرابات في المنطقة والعالم، الباعث الأول لها مصادر الطاقة، خاصة مع ما يشهده العالم من أزمة طاقة حالية بسبب العملية العسكرية بين روسيا وأوكرانيا التي تتصاعد وتيرتها منذ أكثر من شهر.
ما يفعله الحوثيون ومن خلفهم إيران الداعمة، يثبت للعالم أن الهدف الأول لهما، ليس السيطرة على اليمن أو التحكم بشعبه ومقدراته، بقدر الرغبة في إثارة الفوضى والاضطرابات وزعزعة الاستقرار في المنطقة كافة، لخدمة أهداف طهران وأجندتها السياسية في السيطرة على المنطقة عبر أذرعها وميليشياتها الإرهابية الموزعة على عدد غير قليل في المنطقة، وهذا يستدعي التعجيل بموقف دولي موحد يفسد المخطط الإيراني.




http://www.alriyadh.com/1942490]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]