يهل علينا شهر رمضان المبارك هذا العام، حاملاً معه تباشير الخير الوفير والسعادة التي تغمر القلوب، فتظهر علاماتها على الوجوه رضاً وسماحةً وإيماناً عميقاً، ويتزامن هذا الأمر مع عودة الحياة إلى طبيعتها قبل ظهور جائحة كورونا، هذه العودة لم تكن لتحدث اليوم بهذه النسبة العالية، لولا الجهود المضنية والتعامل المثالي والسريع لمؤسسات الدولة - مجتمعة - طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، مع المرض، قبل وأثناء وبعد وصوله إلى أراضي المملكة.
وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي وجهها إلى أبنائه المواطنين، وكذلك المسلمون كافة في كل مكان، لتلخص المشهد السعودي في ثالث شهر رمضان يأتي في زمن فيروس كورونا، وفيه تحقق المملكة تراجعاً كبيراً في إصابات الفيروس، أسهمت في إزالة الكثير من الإجراءات الاحترازية التي كان معمولاً بها في مواجهة المرض، وبالتالي التخفيف من حركة المواطنين والمواطنين وتنقلاتهم وسفرهم.
كلمة خادم الحرمين الشريفين أضفت بهجةً زائدةً وفرحةً غامرة في استقبال الشهر الفضيل، هذه الكلمة اعتاد عليها المواطنون من والدهم وقائد مسيرتهم في بداية شهر رمضان من كل عام، مهنئاً إياهم ومتمنياً لهم التوفيق في الصيام والقيام وتعزيز صالح الأعمال، ومن هنا ليس غريباً أن تتناقلها وسائل الإعلام المحلية والدولية، وتحلل ما ورد فيها من موضوعات وعناوين كثيرة، تشير إلى اعتزاز المملكة بمبادئها وقيمها التي تأسست عليها، وفي مقدمتها خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وحرص القيادة على خدمة المواطن وحمايته من الأمراض والأوبئة.
وأقل ما توصف به الكلمة بأنها حانية ومفعمة بمشاعر الحب المتبادل بين الوالد وقائد المسيرة، في مشهد مألوف، تتجسد فيه أواصر القربى بين خادم الحرمين الشريفين وأفراد شعبه، ومن هنا لم يكن غريباً أن يبدأ القائد الكلمة مُخاطباً المواطنين بـ" أبنائي وبناتي"، في لغة بسيطة ومحبة، بعيدة عن الرسميات، وهو ما اعتاد عليه خادم الحرمين في مثل هذه المناسبات.
وبمشاعر أكثر نبلاً في شهر رمضان المبارك، وبروح القائد والأب، لم ينسَ خادم الحرمين الشريفين أبناءه من الجنود البواسل المرابطين في الحدود وعلى الثغور، والقطاعات العسكرية كافة، موجهاً لهم الشكر والتقدير على تضحياتهم في الدفاع عن المملكة، وصولاً إلى كل العاملين في قطاعات الدولة، الذين يتفانون في خدمة وطنهم، داعيا الله أن يجزيهم خير الجزاء على عملهم الوطني.
http://www.alriyadh.com/1943802]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]