تشكّل المساجد في ماضينا وحاضرنا وكذلك مستقبلنا معلماً إسلامياً وحضارياً أصيلاً وبارزاً لا تتزعزع قيمتها أو مكانتها على مدى الأيام، فالمساجد ليست مجرد أماكن ودور للعبادة فقط، بل إنها رمز ديني وروحي، تتجدد أهميتها في كل وقت باعتبارها مُنطلَق الدعوة الإسلامية؛ فعلى أرضها وحول أعمدتها نبتت بذور الحضارة الإسلامية وأينعت، وسطّرت صفحات من الفكر والثقافة والدعوة السمحة التي آخت بين المسلمين ووحّدتهم على طاعة الله وعبادته، دون إغفال لدنياهم وتدبير شؤونهم الحياتية وسعيهم في مناكب الأرض للرزق والاستقرار وعمارة الأرض.
اليوم في هذا العصر الزاهر، الذي ينطلق من رؤية عميقة شاملة راعت احتياجات العصر واستحقاقاته، تبرز المساجد التاريخية كقيمة مهمة في مسيرة التطوير والتحديث والعصرنة. مسيرة مُظفّرة تراعي شؤون البلاد والعباد. وفي إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إطلاق أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، تأكيد على قيمة المساجد ودورها الديني والإشعاعي والحضاري، وقد وجّه سموه بتسمية المشروع باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
جاء في ثنايا الإعلان أن «مشروع الملك سلمان لتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به»، يهدف إلى رفع المساحة الإجمالية للمسجد إلى 50 ألف متر مُربع، بواقع 10 أضعاف مساحته الحالية، وبطاقة استيعابية تصل إلى 66 ألف مُصلٍ، إذ يُعد المشروع أكبر توسعة في تاريخ مسجد قباء مُنذ إنشائه في السنة الأولى من الهجرة.
المشروع الضخم المبهج أكد -كما أشار سمو ولي العهد- الحفاوة والعناية الفائقتين اللتين يوليهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمسجد قباء، الذي يُعد أول مسجد بُني في الإسلام، كما أوضح سموه أن هذا المشروع يهدف إلى استيعاب أكبر عدد من المصلين في أوقات المواسم والذروات، وإبراز الأهمية الدينية وتوثيق الخصائص التاريخية لمركز قباء، والحفاظ على طرازه العمراني والمعماري، وحماية المعالم التاريخية الموجودة بالقرب من المسجد والمحافظة عليها.
إن من يقرأ الأرقام والجهود السخية اللامحدودة التي تنفقها الدولة على التوسعات للحرمين الشريفين والأماكن التاريخية منذ تأسيس هذه البلاد، يستشعر الرضا واليقين بأن الله حبا هذه الأرض الطاهرة التوفيق في قيادة وضعت خدمة دينها ومقدساتها الاهتمام الخليق بهما، وهو الأمر الذي تترجمه الجهود المتواترة وبمتابعة شخصية من القيادة، لإبراز معالمها الروحية والحضارية والدينية التي تهفو لها قلوب المسلمين من كل حدب وصوب.




http://www.alriyadh.com/1945262]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]