هناك من يرضى أن يكون هامشاً زائداً لا يبالي في أي وادٍ انتهى وهناك من لا يقبل إلا أن يكتب التاريخ ويدون اسمه بين أضابره بمداد من ذهب.
هناك من يعتبر عمله حملاً ثقيلاً ما أن ينتهي منه حتى تخور قواه وينزوي على نفسه ينغلق عليها ويكتفي بما قدم يقابله من يراه كمحبوبٍ يفرح لمقابلته ثم ما أن ينجزه إلا ويطوي سجلاته وينهمك بغيره يبحث عن مجد آخر حاملاً ذات الشغف والرغبة.
العظماء وحدهم من يفعلون ذلك…
تدرج من الفئات السنية حتى بلغ أعلى رقم عربي تهديفي في المونديال...
بدأ مديراً للكرة حتى تسنم سُدة رئاسة أعظم نادٍ في آسيا…
أجلسه الفيفا في مقصورته الفخمة بين الصفوة من أساطير كرة القدم العالمية في مناسباته واحتفالاته…
لاعب… مدير كرة… مدرب… رئيس نادٍ..
هو أعظم «رياضي» في المملكة بلا ريب…
أتم البكالوريوس إبان كان لاعباً ولم تثنه عن هدفه…
حالياً يكمل الماجستير وهو رجل أعمال يشار له بالبنان ولم يرغب عنها…
الآن هو مقدم برنامج «ذات» يستضيف النخبة من نقباء المجتمع…
صوب عينيه نحو النجوم اقترب منها ولم ينسَ أن قدميه على الأرض… منتهى الذكاء والكياسة..
الفكرة باختصار: ضع هدفاً و لا تتخل عنه حتى تحققه.. وكم من هدف حققه هذا الأسطورة في شباك الملاعب وفي شباك الحياة؟!
ذئبٌ يقتنص الفرص داخل المعشب الأخضر فيترجمها (لـ أجوال)… وخارجه في شتى المجالات فيجعل من (الأقوال) أفعالاً…
ليس أسطورة كروية فحسب بل هو أعم
ليس قدوة رياضية فقط بل هو أشمل
هو إنسان ناجح ومغامر رابح
هو أيقونة نجاح وقصة كفاح
قوي الشكيمة لا ينثني ولا يرعوي عن أهدافه مهما أصابته السهام والنصال..
درعه العمل وسلاحه الإرادة وسيجانه الهمة...
العزيمة والإصرار هما شعاره والدثار..
روحه وثابة، شغفه متقد لا يُروض، شباب طموحه دائم لا يعرف للمشيب طريقاً..
ماذا بقي من دروب النجاح لم يسلكه هذا السامي؟! وماذا تبقى من المجد لم يلامسه هذا الجابر؟!
مسيرته حفرٌ بالصخر وطرقٌ على الحجر لا يلين ولا يستكين فلم يُسمع له (ضجيج) ولا أنين..
شُنت عليه حرب ضروس لا هوادة فيها لم يواجهها لاعب قط ولم يكترث..
شُغب عليه هُجم قُدح في شخصه وفي اسمه وفي رسمه ولم يأبه بهم ولم يلتفت..
يمر به المتربصون كلمى هزيمة ووجهه وضاح وثغره باسم..
يملك من المناصرين ما لا يملكه غيره وبنفس القدر من المناهضين… هنا تكمن البراعة..
تخطى الصعوبات اجتاز المعوقات حتى صنع لنفسه اسماً صار برانداً عالمياً
المسافة بينه وبين أضداده وأقرانه..(سنة ضوئية)
ماضٍ تليد وحاضر مجيد
لله دره ما أعظم همته وما أقوى شكيمته وما أشد عزيمته..
قال ذات يوم: يوماً ما سأصعد إلى أعلى قمة!
ها هو اليوم يطل منها..!
ذكوة/
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
عادل الغازي




http://www.alriyadh.com/1945643]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]