كل الأشياء ضبابية، عدا الحب والغياب، يمكن رؤية ضوء الحب قبل أن يولد، منذ أن ينبت كفكرة على حافة نظرة أو أغنية، أو غضب وقتي. الغياب، يشبهه كثيرًا في الملامح، ومثله في الاحتمالات، إلا أن رائحته تفوح في المرات التي توصف لاحقًا بالأخيرة.
كلاهما يولدان كنتيجة، لا قرار، عندما يأتي الحب؛ فهو عادة لا يهتم بالماهية ولا الكيفية، أو التوقيت والاستعداد، وعندما يحين الغياب، يتلاشى مع العدم، لا يمكن التهيؤ أو التنبؤ بوقته ومسبباته. كل شيء يدعو للحب، هو بالضرورة أيضا محفز على الغياب.
الحب والغياب غالبًا مدفوعان بالرغبة، رغبة الحب تخلق دوافع كل ما يجعله مزهرًا، تولد معها كل أسباب البقاء والنمو، أما في رغبة الغياب، فتولّد الدوافع كل ظروف الرحيل بغزارة دائمة، تصبح كل المواقف سكاكين حادة لقطع أي هاجس يتوسل الاستمرار.
في الحب تتضاعف ثقتنا بالآخرين، وتضعف مع الغياب، الآخرون ثابتون، لكن شعورنا متغير. التجربة المتراكمة تلغي عملية التضاعف وتضاعف من احتمالية الإضعاف، فكرة الحب العميق المتأصل تظل مؤقتة، لأن الغياب يشذبها تدريجيًا، حد الانتهاء.
في الحب تولد الذاكرة، وتموت مع الغياب أو تكبر، كل لحظة عابرة في الحب هي قدر ثابت في الذاكرة، يبقى الغياب هو ذاكرة الحب النشطة، ولعنته. والسلام..
http://www.alriyadh.com/1958857]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]