يتميز ديننا الحنيف بوجود عيدين مرتبطين بالمناسبات الدينية، عيد الفطر المرتبط بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وهو بمثابة المكافأة للصائمين القائمين العابدين.
أما عيد الأضحى المبارك فهو مرتبط بموسم الحج، ومناسك الإحرام الحجيج، لكنه أيضا يربط بكل مسلم ممن لم ينوِ الحج، حيث تعد الأضحية سمة يتميز بها الأضحى، والاسم نفسه جاء من مصدر ضحى بالأضحية.
وللعيد في الأدب العربي حضوره الفاعل حيث عدّ الحجاج بن يوسف الثقفي أول من سنّ تقديم الهدايا في الأعياد للخلفاء في الإسلام، لكن عمر بن عبدالعزيز أبطلها، واستمر سريان القرار، إلى أن أرسل أحمد بن يوسف الكاتب بهديته الشهيرة إلى المأمون.
كان العرب في أعيادهم ومواسمهم، يتزينون بأحسن الثياب والملابس الفاخرة، والحلل والبرود الموشاة، كما يقيمون حفلات غنائية وفلكلورية يضربون فيها بالدفوف والمزاهر، يقول الشاعر يزيد بن الحكم مشيراً إلى المعنى اللغوي للعيد، في مطلع قصيدة يمدح بها هشام بن عبدالملك:
أمسى بأسماء هذا القلب معمودا
إذا أقـــــول صـــحا يعتاده عيدا
كأنني يوم أمـــــسى ما تكلــمني
ذو بغية يبتغى ما ليس موجود
في سياق متصل، كتب أبو الطيب المتنبي قصيدة هجائية عبّر فيها عن مرحلة اليأس والإحباط التي وصل إليها بسبب حاكم مصر الإخشيدي، المسمّى بكافور، مستغرباً من مجيء العيد في هكذا حال، فقال:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
وهذا البيت على وجه التحديد يعد من أشهر الأبيات الشعرية التي قيلت في العيد عبر التاريخ.
ثم يواصل المتنبي قوله:
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
وذكر المتنبي المناسبة نفسها في قصيدة مدح لسيف الدولة الحمداني، قائلاً:
هَنيئاً لَكَ العيدُ الَّذي أَنتَ عيدُهُ
وَعيدٌ لِمَن سَمّى وَضَحّى وَعَيَّدا
والغريب في كثير من الأبيات الشعرية التي عبرت عن العيد، أو تناولته، أنه يظهر عليها نبرة حزن، وأن العيد الذي ينبغي أن يكون مرتبطاً بالفرح يترك لمسه حزينه في نفوس الشعراء والأدباء العرب، وهذا أمر يحتاج إلى دراسة وبحث كي نقف على سر تلك المسحة الحزينة المرتبطة بالعيد لدى أدبائنا العرب.
واستمراراً لمشاعر الحزن كتب أبو الفرج بن سلامة عن فراق أحبابه بالعيد:
من سره العيد فما سرني
بل زاد في همّي وأشجاني
على كلٍ، كل عام وأنتم بخير وبصحة وسلامة قرائنا الكرام، ودامت الأفراح علينا جميعاً.




http://www.alriyadh.com/1960111]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]