قيّض الله لهذه البلاد المباركة أياماً فضيلةً كهذه الأيام، يستشعر فيها العالم عظمة الدور السعودي في خدمة الإسلام والمسلمين، ويلمس بوضوح واقع الجهود العظيمة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، وتذليل كل السبل أمامهم لأداء الركن الخامس بيسر وأمان تامين، وفي أجواء روحانية لا يعكرها شيء ليتفرغوا للعبادة وأداء المناسك بقلوب مطمئنة وأرواح خاشعة.
تترى في هذه الأيام الكريمة صور ومقاطع مصورة تبثها وكالات الأنباء ومواقع التواصل تُبرز الوجه الإنساني البهي لدولة سخّرت كافة إمكاناتها المادية والبشرية لخدمة الحجاج وضمان أدائهم أركان الحج بيسر وطمأنينة، وفي كل عام يسعد ضيوف الرحمن بتطور جديد، ومشروع كبير، يسهم في جعل شعيرة الحج، أكثر سهولة عاماً إثر عام، حتى تحول كل حاج إلى محطة إعلامية متجولة، يستعرض ما استجد من خدمات، وتسهيلات، وينقل للعالم أجمع مشاعر الامتنان والعرفان لدولة جعلت خدمة الحجاج شرفاً وغاية سامية، وبذلت الغالي والنفيس لجعل الحج تجربة إيمانية لا تنسى.
هذه الصورة الإنسانية البديعة، يتلاشى فيها الحد الفاصل بين الدولة والإنسان السعودي، فالجميع سواء في خدمة وضيافة قوافل الرحمن، وإكرامهم بدافع من وازع ديني حي، وبقيم كرم وشهامة نابعة من الطباع الأصيلة للمجتمع، فيجد ضيوف الرحمن أنفسهم في رحلة مدهشة، يشترك فيها الجميع بكل مواقعهم وأدوارهم في خدمتهم والوقوف على راحتهم، منذ لحظة الوصول، إلى ساعة المغادرة.
يعود الحج كل عام فتنتشر صور الإنسانية والإخاء والإيثار، بين المتداولين، وتبرز لقطة أو مشهد إنساني من هنا أو هناك في بلاد الحرمين الطاهرة لتسطع في الفضاء الكوني، وتتداولها وكالات الأنباء ونشرات الأخبار العالمية، عاكسة قيم دولة عظيمة، ومجتمع كريم، محيلة كل تقرير مسموم أو تغطية منحازة إلى رماد تذروه الرياح.




http://www.alriyadh.com/1960322]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]