القيم مكون حيوي مطلوب لتطوير أساس الأخلاقيات في المجتمعات الإنسانية، فهي جوهر الآفاق التي توسع نطاقات العمل بها وإدراج مضامينها في أسلوب الحياة؛ كما أنها مكون أساسي ومعبر حقيقي عن المواطنة المشتركة التي تزيد النسيج المجتمعي تماسكاً وثباتاً واحتراماً.
إن تعزيز هذه القيم والمشتركات الإنسانية يدفع بكل الإمكانات البشرية وطاقاتها الهائلة لإنفاذ الخير في كل مواقعه، وذلك بالفهم الواعي في كل موقف نواجه فيه مسألة القيم النبيلة والحفاظ عليها، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد - حفظه الله - في ختام قمة الأمن والتنمية في جدة (نفخر بقيمنا النبيلة والتي لن نتخلى عنها، ونتمنى من العالم احترامنا كما نحترم القيم الأخرى)، والتي عكست ثقافتنا وقيمنا الدينية والوطنية والإنسانية المتجذرة في نسيج المملكة العربية السعودية، التي تمضي قدماً بالإعلاء من شأن ما هو قيمي وتعزيزه والبناء عليه، والتأكيد على رسالتها الحضارية السامية في أهمية تعزيز أواصر الحوار العالمي بين الأديان والحضارات والثقافات المبني على الاحترام المتبادل.
إن احترام القيم التي دائماً ما تؤكد عليها المملكة في المحافل الدولية كافة ضمن مساعيها الدؤوبة لنشر ثقافة السلام بين المجتمعات والشعوب يأتي منسجماً مع أهداف مؤسساتها الحوارية والإنسانية لصون كرامة الإنسان وتعزيز سبل العيش المشترك، في هذا الوقت العصيب الذي يعاني فيه العالم من ويلات الحروب والصراعات والتشريد التي تستخدم بها الاختلافات في القيم والأديان للاستمرار في إشعال المزيد من الأزمات.
المجتمعات لها قيم مختلفة تؤمن بها وتحافظ عليها وتتمسك بها، وهذا حق مشروع، وغير المشروع أن تكون هناك محاولات لفرض قيم مجتمع على آخر دون أن تكون ملائمة له أو تتماشى مع تراثه الحضاري، فالقيم الديمقراطية الغربية تلائم مجتمعاتها لكنها ليست بالضرورة أن تكون صالحة للمجتمعات الأخرى التي لها قيم مختلفة تماماً.
كل مجتمع له قيمه وأخلاقياته وتراثه الحضاري، التي يحافظ عليها وتنتقل من جيل لآخر، وليس من المفترض أن يتخلى عن قيمه ليتبنى أخرى لا تتناسب معه، وعلى الآخر أن يتقبل ويحترم الاختلاف كونه أساساً للتعايش بين الشعوب.
http://www.alriyadh.com/1962408]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]