هذا عنوان كتاب للأديب السعودي عبدالعزيز الرفاعي (ت 1414هـ) الذي هو أحد أعلام الأدب السعودي، وصاحب الكتاب اسم بارز في تاريخ الثقافة السعودية، تقلّد -رحمه الله- العديد من المناصب المهمة، وكان له سهم بارز في التأسيس لمؤتمر الأدباء السعوديين الأول، كما أسهم في التأسيس لمجلة عالم الكتب، وهو من أوائل الأسماء التي تولّت إدارة مؤسسة اليمامة الصحفية، وقد صدر له قرابة العشرين كتاباً، كان منها ثلاثة دواوين شعرية، وهذا الكتاب الذي نحن بصدده، وأحسبه من أعمدة الكتب الأدبية الحديثة التي تناولت الحج من منظور الأدب العربي.
الكتاب من منشورات داره المعروفة بدار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع بالرياض، وكانت الطبعة الأولى لهذا الكتاب عام (1395هـ/1975م)، وطُبع طبعة ثانية عام (1406هـ/1986م)، وصدّره المؤلف بتصدير أول في صفحة مستقلة حوت عبارة: «بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين»، ثم في صفحة مستقلة أخرى وضع تصديراً ثانياً بآية كريمة من سورة الحج، آية رقم 32، وهي قوله تعالى: «ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب»، ثم شرع بالمقدمة التي استهلها بأن أصل الكتاب محاضرات ألقيت في مؤتمر الأدباء السعوديين الذي عُقد في مكة المكرمة بدعوة من جامعة الملك عبد العزيز في أوائل شهر ربيع الأول عام (1394هـ).
وقد أشار المؤلف في مقدمته إلى أهمية الموضوع، وأنه شاسع واسع، يتطلب بحثاً عميقاً، وتناولاً شاملاً، وأنه -حسب ظنه- لم يُطرق من قبل في كتاب متخصص؛ ولهذا كشف مؤلفه عن صعوبة في تلمس المزيد من مصادره، وأنه حاول بعث الاهتمام بأدب الحج، وفتح الباب على دراساته، والبحث فيه؛ لذلك يقول في المقدمة عن كتابه هذا: «ولعل خيوطه الأولى صالحة لأن ينسج حولها ناسج مقتدر، فيخرج لنا حلة كاملة باهية، ومن القطر تسيل الأودية، فليكن بحثي قطرة أرجو أن تتلوها قطرات، حتى يهمي الماء الغدق».
وقد ناقش المؤلف -رحمه الله- في بداية كتابه مفردة الحج لغوياً، ثم تتبع مواضعها في القرآن الكريم، ثم تحدث عن أثر الحج في اللغة العربية، ثم أثر الحج في الشعر الجاهلي وما بعده، ثم حضور الحج في الشعر الحديث، ثم استعرض المؤلف أثر الحج في النثر، فتطرق لبعض النصوص النثرية المرتبط بالحج من خلال الخطب، والأمثال القديمة، والمقامات، والقصص، والحكايات، ومن خلال أدب الرحلات قديماً وحديثاً، بل إن المؤلف ألمع أيضاً إلى ما يمكن أن يشتمل عليه أدب الحج من تفاعل الإذاعات، والتلفزة، وما يتصل بشؤون الحج من الأحاديث، والقصص، والتمثيليات، ونحوها، كما نبه المؤلف أيضاً على أثر الصحف، والمجلات وما يتخللهما من مقالات دينية، وأدبية، وتاريخية، ثم ختم المؤلف كتابه بالإشارة إلى أثر الحج في حفظ التراث، وما يحدثه من توسيع دائرة التبادل العلمي، والمعرفي، والثقافي بين الحضارات الإسلامية المختلفة.
الكتاب يقع في أربع وسبعين صفحة، ونبعت مادته العلمية من الرجوع إلى ست وعشرين مصدراً ومرجعاً، وجاء غلافه الأخير حاوياً لنص جميل ومقتضب، طرح في أوله هذا السؤال: «كم أثار الحج من مشاعر..؟»، والكتاب في نظري يمكن عده أصلاً من أصول (أدب الحج) في العصر الحديث، وأحسبه من نفائس الكتب في هذا المجال.
http://www.alriyadh.com/1964011]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]