على مدار أكثر من ساعة تناول المذيع عمرو أديب مع ضيفيه هذا السؤال على قناة إم بي سي مصر، مع استطلاع لآراء الأسر المصرية حوله، وكانت النتيجة أن ما يقرب من 70 % يرونه كذلك. وأنا أشاهد هذه الحلقة وأقارنها بما يدور في مجتمعنا السعودي وما نسمعه من بعض الشباب اليوم عن الملل في الحياة الزوجية وجدت تقارباً فيما طرح من أسباب، وعلى الرغم من كثرة الأسباب التي تجعل الحياة الزوجية تصل إلى حالة الملل والتي طرحت في الحلقة ويصعب حصرها، إلا أنني سأركز هنا على نوع آخر من هذه الأسباب وهو «التصورات» الخاطئة ودورها في ذلك، فمن أسباب الوقوع في الملل بعد الزواج هو التهيئة القبلية الخاطئة للزوجين، فيدخل بعض الأزواج الحياة الزوجية بتصورات وتطلعات غير صحيحة وغير ممكنة، وعندما لا يجدها سينعكس ذلك سلباً على علاقته بشريك حياته والوصول إلى الملل وربما لما هو أكبر منه، وهنا تأتي أهمية تقديم مشروع الزواج بالشكل الصحيح والواقعي سواء من قبل الأسرة لأبنائها أو من قبل مختلف المؤسسات التربوية، ومن هذه التصورات أن الفتاة ستجد لدى زوجها كل ما افتقدته في بيت أسرتها، أو أن الزوج سيجد امرأة متفرغة لطلباته الشخصية بعد الزواج، ومنها كذلك أن الحب الذي بينهما سيكون الصخرة التي تتحطم عليها كل الصعوبات سواء قل المال أو عدم القدرة على الإنجاب...إلخ.
ومن التصورات الخاطئة كذلك النظر للإنجاب وتربية الأولاد بأنها الزواج نفسه، والحقيقية أنه منتج واحد فقط من منتجات الزواج على أهميته، وعندما يتعذر الإنجاب يبدأ الملل في الحياة الزوجية. وينتج عن مثل هذا التصور فقدان العلاقة الشخصية بين الزوجين وتوجيه كل طاقتهما لأبنائهما أمام نسيان بعضهما البعض، وعندما تفشل تربية أحد الأبناء، أو يكبر الأبناء ويخرجون من البيت لا يجد الزوجان لا متسعاً من الشباب، ولا من الشغف وربما لا من الصحة لحياتهما المشتركة، الاهتمام بالأبناء أمر مهم جداً ولكن الاعتدال فيه هو المطلب.
وأخيراً من التصورات الخاطئة نسيان «بشرية» شريك الحياة والنظر إليه بل ومطالبته دائماً بأن يكون «ملائكياً». فلا يقبل منه الخطأ، أو النقص...إلخ. وهنا يبرز لنا التوجيه النبوي الكريم في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلقا رضي منها آخر». فليبحث الشريك عما يسعده في شريك حياته متغاضيا بقناعه عما يكرهه لأنه سيجد لا محالة ما سيكره، ولنتذكر دائما بأن مؤسسة الأسرة هي عماد استقرار المجتمع وصمام أمانه.




http://www.alriyadh.com/1964142]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]