المشهد العراقي دخل مرحلة جديدة من التأزم، مشهد لا تُعرف نتائجه حتى ينجلي، هناك انسداد سياسي من الصعب أن ينفك من دون عواقب يكون تأثيرها بالغاً على العراق بكل مكوناته الحزبية والطائفية والعرقية، فانتقال العراق من الحال التي هو فيها ليس بالأمر السهل طالما لم تكن المصالح العليا له هي الأساس، ومع وجود نحو خمسة وثلاثين ما بين حزب وهيئة وحركة سياسية فإن التوافق لا يكون بالأمر السهل أبداً، فكل تلك الأحزاب لها برامجها وأهدافها التي لا تتوافق على كثير من الملفات التي تُعد مهمة وحيوية لاستقرار العراق، وإخراجه من تعقيدات الأزمات السياسية المتلاحقة.
في الأزمة الحالية والأزمات السابقة التي أرهقت العراق كان لإيران وأتباعها يد واضحة في كل المآسي التي شهدها، والشواهد كثيرة على التدخلات الإيرانية التي لا تريد أن يكون العراق مستقراً بقدر ما يكون تابعاً، وهو ما يرفضه أبناء العراق، ومع ذلك فإن التدخلات الإيرانية مازالت مستمرة وسافرة، ما أدى إلى عدم تمكن الأقطاب السياسية العراقية من الاتفاق على اسم رئيس الوزراء الجديد منذ قرابة سنة، ومن ثم، فإن العراق مازال من دون حكومة جديدة أو رئيس جديد منذ الانتخابات التشريعية، ما زاد من تفاقم الأزمة والأزمات التي سبقتها.
خروج العراق من أزمته يعتمد على توافق القوى السياسية وتغليب مصالح العراق، وعدم اللجوء إلى المواجهات المسلحة التي قد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، فالعراق يحتاج إلى حوار وطني موسع لوضع خطة عمل تنتشله من أزماته، والبعد عن الأجندات التي تفسد ذلك الحوار، وتؤدي إلى المزيد من التفكك والتشرذم، العراق يحتاج إلى أبنائه للخروج من هذه الأزمة والعمل على عدم تكرارها.
http://www.alriyadh.com/1969153]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]