السيارة وسيلة وليست غاية، كل السيارات متساوية في تحقيق الغرض من امتلاكها، أما قيمتها المادية فتحدده وسائل الرفاهية التي قد لا نحتاجها، السيارات الثمينة صُنعت لمن يمتلك ثمنها، فاشتراها من لا يمتلك ثمنها، فهل التمويل التأجيري ورط المشترين؟ شركات السيارات تبحث عن تنمية مبيعاتها وتحقيق أعلى الأرباح بحملات ترويجية ودعايات جذابة وأقساط ميسرة ودفعات مؤجلة، فإن جاءهم المشتري سلموه لشركات التمويل والبنوك، وبدورهم يهونوا عليه قيمة السيارة مهما غلا ثمنها بتسهيلاتهم المزعومة، هنا قراءة للأرقام تكشف لنا مدى إجحاف التمويل التأجيري، وعلى سبيل المثال نفترض أن قيمة السيارة 100 ألف ريال وربحها التمويلي 4.5 % مع تأمين شامل 4 % ورسوم إدارية 1 % ومدة سداد 5 سنوات، المبلغ المستحق في حدود 143 ألف ريال والقسط الشهري حوالي 2400 ريال، ولكن الشركات تغري المشتري بتخفيض القسط إلى 1700 ريال بتأجيل 40 % من قيمة السيارة إلى نهاية العقد أو ما يسمى بالدفعة الأخيرة وللأسف أكثر من 80 % من المشترين ينساقون خلف هذا المقترح السيئ، فماذا يحدث بعد مرور 5 سنوات؟ يطلب المؤجر من المستأجر سداد الدفعة الأخيرة 40 ألف ريال نقدا لنقل ملكية السيارة إليه وإن عجز عن توفير المبلغ عُرض علية تمديد التأجير لمدة سنتين على المبلغ المتبقي وهنا تبدأ حسبة جديدة بتكاليف أعلى عبارة عن ربح تمويلي 6 % وتأمين على السيارة 4 % ليصبح إجمالي المبلغ المتبقي 48 ألف ريال تقسط على 24 شهر بقسط 2000 ريال، بعد انقضاء 7 سنوات تكون تكلفة السيارة 151 ألف ريال وقيمتها السوقية أقل من 30 ألف ريال، أما إن رغب المستأجر إنهاء العلاقة التعاقدية خلال مدة سريان العقد فإن المؤجر في الغالب لا يقبل استلام السيارة لأن النظام كفل له حق الرفض أو القبول، ويطلب من المستأجر سداد المبلغ المتبقي نقدا لإنهاء العقد ونقل ملكية السيارة إليه، قيمة السيارة السوقية إن قرر مالكها بيعها فستكون أقل بكثير من مبلغ السداد المبكر، هذه التكاليف لأسعار السيارات المتوسطة أما السيارات الفارهة فالكارثة أعظم بالإضافة إلى أن هنالك إجراءات أخرى تكبل المستأجر خلال مدة سريان العقد منها عدم التصرف بالسيارة أو التعديل عليها إلا بإذن المؤجر، كذلك المشكلات التي قد تحصل عند الحوادث أو التلف الكامل للسيارة منها الانتظار أيام كثيرة قد تصل إلى أشهر حتى يستلم التعويض، ولو أن المستأجر قرأ شروط العقد قبل التوقيع وفهم البنود جيدا ربما لن ينفذه.
http://www.alriyadh.com/1969542]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]