تصاعد التوتر الأميركي - الإيراني مؤخراً، يحمل إشارات واضحة حول تعثر المحادثات النووية، ورغم أن حدوث اختراق مفاجئ في المفاوضات يبقى أمراً وارداً، إلا أنه من المؤكد ثمة تريث أميركي في الوصول لاتفاق نووي جديد مع إيران، وهذا يمثل انقلاباً على نهج الهرولة الذي ابتدأه الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما حيال إيران، والحقيقة أن النظام الإيراني هو الذي بات يستعجل هذا الاتفاق، فالمعطيات الإقليمية والدولية ليست في صالحه، فرياح الإقليم لم تعد مواتية، كما أن الانتخابات النصفية الأميركية تنذر بعودة النهج الجمهوري المتشدد إزاء طهران، فضلاً عن نفاد الصبر الأوروبي تجاه مماطلات النظام الإيراني، لاسيما وأن أوروبا غدت مشغولة بما هو أخطر من الملف الإيراني، عبر استمرار تداعيات الحرب في أوكرانيا، وتهيئها لشتاء صعب ومرير جراء وقف إمدادات الغاز.
هذه المعطيات أقنعت إيران بضيق حيز المناورة، لكن هذا لا يعني أنها قد تسير في طريق الواقعية السياسية، فهذا النظام قائم على فكرة ثورية لا يمكن له أن يتخلص منها، ويستمد مشروعيته المزعومة من إبقاء جذوة الأيديولوجيا التوسعية متوهجة، والأرجح أن يلجأ النظام الإيراني إلى الهروب للأمام عبر التصعيد في الساحات الإقليمية، وهو ما قد ينذر بتحريك دورة العنف في العراق واليمن وسواهما، بنية الضغط على الأطراف الإقليمية والدولية لتسريع إنجاز الاتفاق النووي.
للأسف فإنه على أي سيناريو مضت الأحداث، تبدو المنطقة مقبلة على مزيد من المخاطر والأزمات، وذلك راجع لسياسة المهادنة الغربية الطويلة لنظام وحشي غير قابل للترويض والتي سمحت للسم الإيراني بالاستشراء، وها هي المنطقة قابعة بين خيارين مريرين، نظام توسعي مؤدلج بأنياب نووية، أو وحش طائفي طليق بلا رادع.
http://www.alriyadh.com/1970755]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]