كان طبيعياً ومتوقعاً أن يستقيل ماجد النفيعي من رئاسة الأهلي فور نهاية الموسم الماضي والذي ودع فيه النادي العريق دوري الكبار للمرة الأولى في تاريخه، لكن الرئيس الخلوق الذي جاء وسط زفة جماهيرية حاملاً راية الإنقاذ بعد عبدالإله مؤمنة أراد الصمود في وجه العاصفة وهو ما لم يستمر طويلاً، إذ مع أول هزيمة على يد الأخدود غادر النفيعي المشهد الأهلاوي الرياضي ربما بلا رجعة.
خلال سنة وثلاثة أشهر سقط النفيعي سقوطاً مروعاً، لكن هذا السقوط حمل معه دروساً وعِبر عدة، أهمها أن النجاح والسيرة الذاتية المميزة خارج المجال الرياضي لا يمكن أن تضمنا نجاحاً في وسط صاخب يكون فيه الرئيس تحت الضغوطات التي لا ترحم، وهو ما لم يدركه النفيعي في تجربته الأولى، لتكون رئاسته الثانية لـ"الأخضر" نقطة سوداء في تاريخه وتاريخ ناديه.
في الإدارة الرياضية، ثمت مواقف تستوجب أن يكون الرئيس صاحب قرار حاسم وسريع، فرسم الاستراتيجيات يتخلله مطبات تستوجب تعديل المسار، والخطط قابلة للتغيير بحسب الظروف باعتبار أن ثمة عوامل يمكن أن تطرأ وتركب المشهد، وهو ما لم يتنبه له الرئيس الذي لطالما تعامل بلطف وهدوء وحاول مخاطبة الجماهير بشكل مباشر لشرح معاناة إدارته.
تمسك النفيعي بموسى المحياني وبالألباني بيسنك هاسي على الرغم من أن كل المؤشرات تذهب إلى استحالة نجاح تلك التركيبة، وبعد أن أصبحت الأمور تقريباً خارج السيطرة أبعد المدرب وأصر على إبقاء المحياني الذي لم يكن وجوده مقبولا على الإطلاق ليستمر الضغط والغليان الجماهيري والإعلامي.
ثالثة الأثافي كانت بوجود مجموعة من الإعلاميين الذين لم يكونوا على قدر من الكفاءة النقدية بتنبيه صديقهم الرئيس بالتنبه لما يحدث، فكثير من الإعلاميين المهتمين بالأهلي اختاروا الاصطفاف خلف إعلام النصر في معارك لا ناقة للأهلي فيها ولا جمل، فيما اختاروا التواري والصمت أمام الأخطاء الكارثية التي كان يقع بها المسؤول الأول في النادي بينما بقيت عدة أصوات تصرخ مع الجماهير للمطالبة بالتحرك قبل غرق السفينة.
ما حدث في تجربة النفيعي يستحق أن يكون درساً لكل رئيس نادٍ، إذ أن النجاح رياضياً لا يمكن أن يكون مسبوقاً بنجاح في وسط آخر، كما أن الإدارة الرياضية تتطلب وجود قدرات وكفاءات مميزة وعدم الرهان على أسماء أثبتت فشلها، علاوة على الحاجة للديناميكية والمرونة في قراءة الموقف وقدرة على اتخاذ القرار وتصحيح المسار بشكل حاسم، فيما الأهم من هذا كله الاستماع للأصوات الناقدة والتخلص من المنتفعين واحترام إجماع المدرج الذي لا يمكن أن يُجمع على خطأ، إذ أثبت إجماع مدرج الأهلي في كل مرة أن الجماهير لا تكذب حين تقول كلمتها بصوت واحد.




http://www.alriyadh.com/1970774]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]