المعلومة في عالم السياحة - وفي كل مجال - حتى لو كانت بسيطة تعتبر مهمة وقد تجعل يوم السائح مبهجاً أو العكس. كنت في إحدى الدول العربية، أردت أن أزور متحفها الوطني، سألت مكتب الاستعلامات في الفندق عن مواعيد المتحف فأخبرني أنه يفتح الساعة التاسعة صباحاً. طلبت سيارة أجرة واتجهت إلى المتحف. عندما وصلت إلى هناك أخبرني موظف الأمن أن اليوم هو الثلاثاء والمتحف يوم الثلاثاء مغلق، قلت له غريبة، موظف الفندق لم يزودني بهذه المعلومة، وكذلك سائق سيارة الأجرة رغم أنه من أهل البلد. قد تكون هذه معلومة بسيطة لكن السياحة منظومة تتكامل بمشاركة كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع السياحة.
القصة لم تكتمل.. سأحتاج إلى سيارة أجرة، موظف المتحف تعاون معي وأدخلني صالة مدخل المتحف وطلب لي سيارة أجرة.. ركبت مع السائق الجديد وهو من أهل البلد وكل سائقي سيارات الأجرة من أهل البلد وهذه ميزة سياحية واقتصادية وثقافية.. بدأت في الحديث مع السائق - هذه إحدى هواياتي خاصة عندما يكون من أهل البلد - وأخبرته عن مشواري للمتحف، كانت المفاجأة أنه ضحك وقال، غريبة، نحن العرب ما تهمنا هذه الأشياء! كأنه يقول لي: (ليش رحت المتحف أصلاً).
وللقصة تكملة محرجة، بعد وصولي للمتحف اتفقت مع سائق سيارة الأجرة أن يعود لي بعد ساعة، وحين علمت أن المتحف مغلق كنت في موقف محرج، ليس معي هاتف السائق، ولا أستطيع الانتظار ساعة.. ماذا أفعل؟ ألم أقل لكم إن المعلومة مهمة مهما كانت بسيطة. قد يزودك بها موظف صغير أو حارس أمن أو عامل نظافة أو سائق سيارة الأجرة. المهم، بما أنني سبق أن دفعت قيمة التوصيل لسائق الأجرة الذي أوصلني للمتحف فلا مبرر لانتظاره وسوف يدرك حين يعود أنه بحاجة إلى معلومات سياحية تخدم السياح وتخدمه في أداء مهنته.
على أي حال، المعلومة التي ذكرتها لكم عن المتحف الوطني ليست بذات أهمية مقارنة بالمعلومات العلمية أو الطبية لكنها مدخل ظريف تذكر الإنسان بأن يقول لا أدري بدلاً من إعطاء معلومة خطأ أو فتوى دينية لا تستند إلى دليل.




http://www.alriyadh.com/1972362]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]