أُغلق ملف دورينا وأنديتنا، وبدأت الأنظار تتجه نحو منتخبنا الذي تنتظره مشاركة عالمية في مونديال قطر 2022م، وهي المرة الأولى التي يستقر فيها الأخضر فنيًا، أقصد بذلك أن يستمر المدرب الذي قاد المنتخب نحو كأس العالم على رأس الهرم التدريبي، لأن المرات السابقة كنا نخوض التصفيات بمدرب، ونلعب النهائيات بمدرب آخر، واستمرار الفرنسي ريناد الذي قدم عملًا كبيرًا في التصفيات أمر إيجابي جدًا، وسينعكس بمشيئة على مشاركتنا سواءً من ناحية النتائج أو المستويات، لا سيما وأنه يعرف إمكانيات الأسماء المتواجدة معه، ويدرك كل صغيرة وكبيرة في المجموعة بأكملها.
ويستحق ريناد ثقة الجميع عطفًا على ما قدمه من عمل ونتائج جعلتنا نتأهل متصدرين عن المجموعة الآسيوية الأقوى في التصفيات، لذلك استغرب حقيقة كثرة الأحاديث عن الأسماء المختارة، أو الاعتراضات على قراره بعمل معسكر إعدادي طويل، وأتعجب أكثر ممن يقارن منتخبنا بمنتخبات عالمية من ناحية قصر التجهيز للمونديال، وكأنهم لا يعرفون فارق الإمكانيات بيننا وبينهم.
وقعنا في مجموعة قوية تضم إلى جانبنا منتخب الأرجنتين الذي يعتبر مرشحا لنيل اللقب، ويضم في صفوفه لاعبين مميزين على مستوى العالم، يتقدمهم ميسي الذي سيبذل كافة إمكانياته لتحقيق اللقب كونها آخر مشاركة له، ومنتخب المكسيك الذي كان طرفًا ثابتًا في دور الـ 16 خلال النسخ التي شارك فيها، بالإضافة إلى منتخب بولندا الذي تأهل بجدارة عن قارة أوروبا، متفوقًا على منتخبات لها اسمها وتاريخها.
هذا يعني بأن المهمة السعودية في قطر لن تكون سهلة، حتى وإن تسلحنا بعاملي الأرض والجمهور كون السعودية ضمن أكثر ثلاث دول اشترت جماهيرها تذاكر كأس العالم، هذا يتطلب أن نكون واقعيين في تعاملنا مع المنتخب، وألا ننجرف خلف عاطفتنا كثيرًا، وألا نطلب المستحيل، وعلينا أن نتذكر بأننا الحلقة الأضعف في التصفيات من جميع النواحي، بما في ذلك التصنيف الدولي الشهري.
هذا ليس تشاؤماً أو سوداوية، بقدر ما هو واقعية، تحكمها عوامل كثيرة، كما أن هذا الكلام لا يلغي مطالباتنا بضرورة أن تكون مشاركتنا مشرفة، وتليق بما تحظى به الرياضة السعودية من دعم حكومي كبير، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، وأنها تخدم من يخدمها، وتحترم من يحترمها أيضًا.
قلوبنا مع منتخبنا في مشوار الإعداد، ونأمل أن يوفق رينارد ومعه المسؤولون الإداريون في تجهيز الأخضر لكأس العالم من جميع النواحي، ويجب على الإعلام الرياضي أن يستشعر مسؤولياته، ويقف مع المنتخب في هذه المرحلة، وأن يترك ألوان الأندية جانبًا في تعاطيه مع كل ما يخص صقورنا الخضر، فالطرح الذي نراه من البعض في الآونة الأخيرة معيب، ولا يمت للوطنية بأي صلة، فإن كانوا يعتبرون دعم الأندية الأجنبية على حساب نظيرتها السعودية حرية شخصية لا علاقة لها بالوطن، فالآن لا عذر لهم فيما يخص منتخبنا، لأن دعمه والوقوف معه والتصدي لكل من يلحق به الضرر واجب وطني.
http://www.alriyadh.com/1978090]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]