برنامج الأمومة هو برنامج أطلقته جمعية الفلسفة في مايو الماضي، وقدمت على إثره عدداً من الندوات المختصة بالأمومة وفلسفتها. وكان من حظي أن دُعيت لندوة ضمن البرنامج للتحدث عن كتابي "مختلف، طفل الأسبرجر مختلف وليس أقل".. تحدثت عن الكتاب، وعن سبب كتابته، تحدثت عن أشياء كثيرة جدا خلال ساعة وربع لن أستطيع أن أغطيها هنا لكن الندوة مسجلة ويمكن الاطلاع عليها، وأنا في الحقيقة أردت أن أتحدث عن جمعية الفلسفة من خلال الحديث عن ندوتي معهم.
أعتقد أن جمعية الفلسفة تحاول من خلال هذا البرنامج أن تعلن للناس أن الفلسفة ليست شيئا هلاميا، أو فكرا بعيدا عن الحياة اليومية، أننا نستطيع أن نطرح كل أنواع الأسئلة في كل مناحي الحياة، حتى أبسطها وأكثرها طبيعية وفطرية مثل الأمومة وأعتقد أنها تنجح، فالحضور الذين استمعت إلى مداخلاتهم كانوا يمثلون أطيافا مختلفة وينتمون إلى مؤسسات مختلفة، وهذه مسألة تدعو للحبور أن تنجح جمعية الفلسفة من خلال طرح موضوعات تهم المجتمع في أن يستجيب المجتمع ويحضر هذه اللقاءات.
قدمت للقاء وهيأت له وأعدته وأدارته عضو الجمعية الأستاذة أفنان المبارك، طريقتها في الإلقاء وإدارة الحوار طريقة متمكنة خبيرة ولها صوت هادئ ورزين يحمل الاحترام للضيف وللمحاورين.
أعتقد أن د. عبدالله المطيري رئيس مجلس إدارة الجمعية في المكان المناسب، وأن شغفه الواضح بالفلسفة لم يأتِ على حساب قدرته في إدارة الجمعية، بل بالعكس، إدارته الناجحة تجعل الفلسفة تقترب من مسائل المجتمع بشكل مفتوح ومرحب وتجعل المجتمع يقابل هذه المحاولات بذات الانفتاح، أو هذا ما رأيته في هذه الندوة.
ليست الفلسفة محاولة الإجابة على مسائل شائكة فقط، الفلسفة تحاول الإجابة عن كل شيء، أو على الأقل طرح الأسئلة للتوصل من خلالها على إلقاء الضوء والتفكير في أي مسألة تواجه الإنسان في الحياة.
استمتعت كثيرا بالندوة، ومع أنني كنت في دائرة الضوء، ولم أكن أرى الحضور، وكنت أتحدث من بيتي لصورتي في الجوال، لكن صوت أفنان كان يأتي مطمئنًا وموجها لكيف يجري الحوار.
جعفر الأنصاري، د. منى الحمود، من أعضاء الجمعية، كانا من الحاضرين، أعتقد، لأنني كما قلت لا أرى فقط أسمع، شكرا لهما ولكل من حضر.
كل المداخلات التي استمعت إليها كانت مهمة للغاية، وكلها منحتني الفرصة على أن أتحدث بشكل مباشر عن الكتاب وعني وعن ولدي بشكل عفوي وأرجو أنه كان مفيدا، الكتاب شخصي جدا لذلك كل الإجابات كانت شخصية جدا، لكن من خلال ما هو شخصي نحن نحاول أن نشارك تجاربنا مع الآخرين، في النهاية كل الحكايات تتشابه أو أن كل حكاية لها حكاية أخرى تشبهها لكن لم يكتب لها العلن.




http://www.alriyadh.com/1980653]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]