الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بدأت عام "1973"م، عندما صدر قرار من الإدارة العامة لرعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك، بالترخيص المبدئي للجمعية بإسم الجمعية العربية السعودية للفنون، وفي عام "1974"م، أصبحت الإدارة العامة لرعاية الشباب مؤسسة حكومية ذات شخصية وميزانية مستقلة، ترتبط إدارياً بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب باسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي عام "1975"م صدر قرار الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بمنح الترخيص النهائي للجمعية، وفي عام "1978" تم تعديل اسم الجمعية ليكون الجمعية العربية السعودية للفنون والثقافة، وفي العام نفسه صدر قرار الأمير فيصل بن فهد بتقديم كلمة الثقافة على كلمة الفنون، وذلك لشمولية الثقافة في المعنى والمدلول معًا، وليصبح الاسم كما هو الآن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ومنذ تأسيس الجمعية بمركزها الرئيس بمدينة الرياض وحتى الآن أصبح لها فروع عديدة في محافظات ومدن المملكة كافة، قدمت كل ما لديها على مدى سنواتها الماضية، من مسرحيات ومعارض تشكيلة وحفلات غنائية وغيرها على مدار الأجيال التي تعاقبت عليها، لكن في السنوات القريبة الماضية كأن دورها بدأ يتلاشى في أغلب فروعها في ظل التقنيات الحديثة والتطورات الفكرية الفنية الثقافية السريعة التي تحتاج إلى جيل من الشباب والشابات، باستثناء فروع قليلة تكافح من أجل البقاء، كفرع الرياض والأحساء والدمام الطائف وأبها، أما باقي الفروع (محلك راوح) حيث تعاني هذه الفروع من عدة سلبيات، إما قلة الدعم أو المركزية الادارية الفنية فيها أو عدم معرفة جذب وتعزيز المواهب الفنية الجديدة لديها، وقد يكون الوقوف عند الفنون التقليدية وعدم مواكبة التطور من سلبياتها أيضاً، بمعنى أن واقع هذه الفروع تجاه المواهب الجديدة أشبه ما يكون بالجماد لا حراك فيه، ودائمًا ما يقال إذا لم تواكب التطورات ستبقى خلف الركب، وهذا ما سيعّرض مصير تلك الفروع الى الإغلاق والإنهاء، خاصة والقائمين عليها لهم سنوات لم يتغيروا، حتى غدوا هم وكراسيهم من (كبار السن) قدموا ما لديهم ولهم الشكر على كل ما قدموه وآن الأوان أن يتنحوا للجيل القادم الجديد، ولأن المسرح هو الفن الأول المحبب والمرغوب عند غالبية الجمهور، أشير إلى أن الاستراتيجية التي دشنتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، تسعى إلى تأكيد وجود المسرح السعودي بشكلٍ فاعل وعزيمة صادقة للنهوض بالمسرح وتنميته في كافة مجالاته، وهذا ما جعلنا نستبشر خيراً بجهود الهيئة وما تضمنته الاستراتيجية من مبادرات عدة من شأنها بث الروح في أحد أهم الفنون الجماهيرية، ومن أهم هذه المبادرات إنشاء المراكز والمسارح المتخصصة التي كانت أغلب مدن ومناطق المملكة تفتقر إليها، وهو ما سيتيح للفنانين تقديم عروض مسرحية بمواصفات عالمية، بعد حل معضلتهم الأولى المتمثلة بغياب البنية التحتية لدور العرض المسرحي.
http://www.alriyadh.com/1982606]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]