منذ أن اهتم المسلمون والعرب بالترجمة، في عهد الخليفة المأمون الذي أسس مكتبة بيت الحكمة في بغداد أصبح هناك مجال للانفتاح على الآخر، والتعرف على فكر مختلف عنا، وعما نعيشه، وهذا الأمر بحد ذات يعتبر خطوة مهمة للتعاطي مع الآخرين، وإمكانية التعايش معهم، رغم الأصوات المتطرفة التي كانت -منذ ذلك التاريخ- وإلى يومنا تنبذ ذلك، أو ضد فكرة القراءة والاطلاع للآخرين بالذات من هم ليسوا على ديننا الإسلامي الحنيف، من باب الخوف على عقيدتنا، وهذه الفكرة محدودة الرؤية ربما كانت سبباً في تعطيل الفكر العربي لسنوات، تعطيله في أن يفكر، وتعطيله في أن ينتج منتجاً فكرياً وإبداعياً خلاقاً.
واليوم ماذا يمكن لنا أن نقول عن الواقع الذي نعيش على مستوى البشرية جمعاء، بعد الانفتاح الفكري والمعرفي، وفتح مجال الحصول على المعلومة والمعرفة للجميع، دون تمييز، وكسر حاجز النخبة التي كانت تهيمن على المعلومة فيما سبق.
ماذا يمكننا أن نقول في هذا المد العظيم الذي أتاح للبشر على حد سواء، متعلمهم وجاهلهم، ومن أي دين أو ملة كان أن يتعاطى مع زخم المعلومات الموجودة على محركات البحث بشتى أشكالها وصنوفها، بل وأن يصبح هو ذاته منتجاً ومصدراً للمعلومة كيفما كانت، سواء تلك المعلومة التي تحمل مصداقية أو خلاف ذلك، حيث باتت الموثوقية أمراً مشتبهاً فيه، عدا من الجهات الرسمية وجهات مصادر المعلومات المعروفة، وبات الكل يقدم لديه، حتى ذلك الذي قالت العرب عنه سابقاً: يهرف بما لا يعرف.
هل نقول عنه إنه زمن ردئ، أو زمن جميل، هل نتحيز للمعلومة وللفكرة والفكر وحمايتها على حساب الإنسان، أم نتحيز للإنسان ذاته في حقه في أن يقدم ما لديه، وأن يقدم نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة؟
هذه أسئلة بسيطة، موجهة لكم أنتم القراء في أن تجيبوا عليها بعد أن تدوروها في رؤوسكم، ولكم واسع النظر فيها.
http://www.alriyadh.com/1984865]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]